في التوراة ولا في الزبور ولا فى الإنجيل ولا في الفرقان مثلهنَّ، لا يأتينَّ عليك ليلةٌ إلا قرأتهنَّ فيها: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} ".
قال عقبة: فما أتت عليَّ ليلةٌ إلا قرأتهنَّ فيها، وحُقَّ لي أن لا أدعهنَّ وقد أمرني بهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وكان فروة بن مجاهد إذا حدث بهذا الحديث يقول: ألا فرب من لا يملك لسانه، أو لا يبكي على خطيئته، ولا يسعه بيته.
أخرجه بتمامه، أو بطرف منه: أحمد (٤/ ١٥٨)، وهناد في الزهد (١/ ٢٦٥/ ٤٦٠) و (٢/ ٤٩٣/ ١٠١٤) و (٢/ ٥٤٥/ ١١٢٦)، وابن شبة في تاريخ المدينة (٣/ ١٠١٢)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٢٠)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١١٠١)، والبيهقي في الشعب (١٢/ ١٣١ - ١٣٢/ ٧٧٢٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٩/ ١٠١) و (٤٨/ ٢٧٥)، وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (٥٣/ ١١٨). [الإتحاف (١١/ ٢٣٥/ ١٣٩٥٤)، المسند المصنف (٢٠/ ٤٦٤/ ٩٣٨٨)].
وهذا حديث غريب بهذا السياق في موضع الشاهد، تفرد به عن عقبة دون بقية من روى هذا الحديث: فروة بن مجاهد اللخمي الفلسطيني، مولى اللخم، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، وعن عقبة بن عامر وسهل بن معاذ الجهنيين، ووقع في التاريخ الكبير: فروة بن مجالد، وقال: "وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال، مستجاب الدعوة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن منده: "حديثه مرسل، وهو مجهول" [التاريخ الكبير (٧/ ١٢٧)، الجرح والتعديل (٧/ ٨٢)، الثقات (٧/ ٣٢١)، تاريخ دمشق (٤٨/ ٢٧٥)، تاريخ الإسلام (٢/ ١١٥٦ - ط الغرب)، جامع التحصيل (٦١٨)، تحفة التحصيل (٢٥٧)، الإصابة (٥/ ٣٠١)، التهذيب (٣/ ٣٨٥)].
ولا يعرف له سماع من عقبة بن عامر، ولا يحفظ الحديث عن عقبة بهذا اللفظ في قصة المعوذتين؛ إنما صح ذلك في فضل فاتحة الكتاب:
* فقد روى العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبي بن كعب وهو يصلي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إيهِ أبيُّ"، فالتفت أبيٌّ ولم يجبه، ثم صلى أبيٌّ فخفَّف، ثم انصرف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: سلام عليك يا رسول الله، قال: "[وعليك السلام]، ويحك! ما منعك أبيُّ أن دعوتُك أن لا تجيبني"، قال: يا رسول الله! كنت في صلاةٍ، قال: "فليس تجد فيما أوحى الله إليَّ أنِ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟ "، قال: بلى، يا رسول الله، لا أعود، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتحب أن أعلمك سورةً لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ "، قال: نعم، أي رسول الله! قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأرجو ألا تخرج من هذا الباب حتى تعلمها"، أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببدي يحدثني، وأنا أتبطَّأ مخافة أن تبلغ