أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٢١٣)، وابن أبي شيبة (٥/ ٤٧/ ٢٣٥٧٦) و (٦/ ٦٣/ ٢٩٥٠٣)، وأحمد (٣/ ٥٨ و ٧٥)، وعبد بن حميد (٨٨١)، وابن سمويه في الثالث من فوائده (٧٦)، والطحاوي في المشكل (٧/ ٣٤١/ ٢٩٠٤)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٧٢٨)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٢٤١٨)، والطبراني في الدعاء (١٠٩١)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٥٧٠)، وأبو نعيم في الطب النبوي (٣٥٢). [الإتحاف (٥/ ٤٤٧/ ٥٧٥٢)، المسند المصنف (٢٨/ ٤٨٠/ ١٢٨٧٤)].
وهو حديث صحيح.
ومن قال فيه: عن أبي سعيد، أو عن جابر بن عبد الله؛ فقد وهم؛ إنما هو: عن أبي سعيد الخدري. [وانظر: علل الدارقطني (١١/ ٣٢٥/ ٢٣١٤)، وقال:"والصحيح: عن أبي سعيد"].
* والحاصل: فإن حديث الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من عين الإنسان، وعين الجان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما: حديث منكر.
ب- خالف القاسم بن مالك وعباد بن العوام:
شداد بن سعيد أبو طلحة، قال: حدثنا سعيد الجريري، قال: حدثنا أبو نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اقرأ يا جابر"، قلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال:"اقرأ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} "، فقرأتهما، فقال:"اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما".
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ٢٥٤/ ٥٤٤١)، وفي الكبرى (٧/ ٢٠٠/ ٧٨٠٥) و (٧/ ٢٠١/ ٧٨٠٨)، وابن حبان (٣/ ٧٦/ ٧٩٦)، وابن الضريس في فضائل القرآن (٢٨٣)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١١١٣ و ١١١٤). [التحفة (٢/ ٥١٦/ ٣١١١)، الإتحاف (٣/ ٥٧٧/ ٣٧٨٣)، المسند المصنف (٦/ ٢٧٨/ ٣١٥٨)].
رواه عن شداد بن سعيد: بدل بن المحبر [ثقة ثبت]، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي [ثقة ثبت].
وهذا أيضًا غير محفوظ عن الجريري، فإن شداد بن سعيد أبا طلحة الراسبي: صدوق، له ما لا يتابع عليه، ويخالف أصحاب الجريري القدماء [انظر: فضل الرحيم الودود (٢/ ١٧/ ١٠٨)]، وقد سلك فيه أيضًا الجادة والطريق السهل.
ج- ورواه خالد بن عبد الله الواسطي [ثقة ثبت، ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه، وروى له الشبخان من حديثه عن الجريري]، عن الجريري، عن معبد بن هلال [تابعي، ثقة، من الرابعة، روى له الشيخان]، عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعقبة:"اقرأ بهما في صلاتك إذا صليت؛ فإنك لا تقرأ بمثلهما"؛ يعني: المعوذتين.