للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توبع عليه من هذه الخصال، وأما ما لم يتابع عليه، فيبقى حكمه الرد؛ لا القبول، وثالثًا: بقية كلام أبي حاتم تدل على ذلك؛ حيث قال: "وإنما روى حديثًا واحدًا، ما يمكن أن يعتبر به، ولم أسمع أحدًا ينكره ويطعن عليه"، وأمر بتحويله من الضعفاء، ولعله أراد أنه لم يسمع بأحد يطعن عليه غير البخاري ومن قبله شيخه ابن المديني، ولكن من الناس بعدهما؟! والله أعلم.

وعلى مثل هذا أيضًا: يحمل إدخال ابن حبان له في ثقاته (٥/ ٩٥)، وتصحيحه لحديثه، وكذلك الحاكم، وتصرف أبي داود والنسائي، حيث نظروا إلى أن الغالب على جمل هذا الحديث الاستقامة، وأن لها شواهد صحيحة في الصحيحين وغيرهما تدل على صحتها، وقد أورده أبو داود في خاتم الذهب، بينما أورده النسائي في الخضاب بالصفرة.

وأما قول ابن عدي في الكامل (٥/ ٥٠٤ - ط العلمية): "وهذا الذي ذكره البخاري من قوله: لم يصح؛ أن عبد الرحمن بن حرملة لم يسمع ابن مسعود، وأشار إلى حديث واحد".

فلعله جنح فيه إلى قول أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ١٠٨): "وعبد الرحمن بن حرملة: رجل من أصحاب ابن مسعود، ولا نعلم سمع من عبد الله بن مسعود، أم لا"، والصواب: أن البخاري أراد بهذه العبارة تضعيف عبد الرحمن بن حرملة، وتضعيف حديثه الذي انفرد به دون أصحاب ابن مسعود على كثرتهم وطول صحبتهم له وجلالتهم، حيث أدخله البخاري في كتاب الضعفاء.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، فلم يصب.

وقال ابن بطال في شرحه على البخاري (٩/ ٤٢٩) في شرحه لحديث أبي سعيد في رقية اللديغ بفاتحة الكتاب: "فيه: جواز الرقى بفاتحة الكتاب، وهو يردُّ ما روى: شعبة، عن الركين، قال: سمعت القاسم بن حسان، يحدث عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن مسعود؛ أن النبي عليه السَّلام كان يكره الرقى إلا بالمعوذات. قال الطبري: وهذا حديث لا يجوز الاحتجاج به في الدين؛ إذ في نقلته من لا يعرف، ولو كان صحيحًا لكان إما غلطًا أو منسوخًا؛ لقوله عليه السَّلام فيه: "ما أدراك أنها رقية" فأثبت أنها رقية بقوله هذا، وقال: "اضربوا لي معكم بسهم"، وإذا جازت الرقية بالمعوذتين -وهما سورتان من القرآن- كانت الرقية بسائر القرآن مثلها في الجواز؛ إذ كله قرآن".

وقال الخطيب البغدادي: "روى عنه ابن أخيه القاسم بن حسان، ولا يحفظ له إلا حديثًا واحدًا".

وقال عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ٢٣٧): "عبد الرحمن بن حرملة: ضعفه البخاري، وقال: لا يصح حديثه؛ ذكر ذلك ابن عدي، وليس ذلك أيضًا بمشهور في أصحاب ابن مسعود".

وذكر الذهبي في الميزان (٢/ ٥٥٦) عبد الرحمن بن حرملة، وقال: "له حديث واحد

<<  <  ج: ص:  >  >>