للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولفظ وكيع [عند ابن أبي شيبة]: قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسير له في عام الفتح سورة الفتح على راحلته، فرجَّع في قراءته، قال معاوية: ولولا أني أخاف أن يجتمع عليَّ الناسُ لحكيتُ لكم قراءته. وبنحوه رواه الطيالسي في مسنده وعند أبي عوانة أبي نعيم، لكن رواه الترمذي في الشمائل من طريقه، وزاد تعيين الآيات: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ١، ٢]، كذا قال محمود بن غيلان [وهو: ثقة]، عن الطيالسي، بينما رواه يونس بن حبيب راوية الطيالسي عنه في المسند وعند أبي عوانة وأبي نعيم كالجماعة، فلم يزد على قوله: سورة الفتح، وهو الصواب، ولو كان اقتصر على الآية الأولى حسب لم يكن ثمة مخالفة، وذلك لجريان العادة بتسمية السورة بفاتحتها، والله أعلم.

ولفظ يحيى القطان [عند ابن نصر]: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسير على ناقته أو بعيره يوم فتح مكة، فقرأ الفتح فرجَّع، قال: جعل أبو إياس يرجِّع في قراءته، ويذكر عن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رجَّع. هكذا رواه عن يحيى: أبو بكر بن خلاد، ورواه عن يحيى أيضًا: محمد بن بشار [عند النسائي (٨٠٠٠)]، ولفظه مختصر.

لكن رواه عمرو بن علي الفلاس [عند النسائي (٨٠٠٨) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني أبو إياس [هو: معاوية بن قرة]، قال: سمعت عبد الله بن مغفل، قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح يسير على ناقته، فقرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)}، فرجَّع أبو إياس في قراءته، وذكر عن ابن مغفل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرجَّع في قراءته. وقوله هنا: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)}، على عادتهم في تسمية السورة بفاتحتها، وليس المقصود تعيين هذه الآية بالقراءة دون غيرها، والله أعلم.

وفي رواية أبي النضر [عند أبي عبيد]، وآدم بن أبي إياس [عند البخاري]، وعلي بن الجعد [عند أبي القاسم]:

عن شعبة، قال: حدثني معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل، يقول: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير [قال ابن الجعد: وهي تجتر]، وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح [زاد ابن الجعد: قراءة لينةً. وفي رواية آدم: قراءة لينةً، يقرأ وهو يرجِّع]. ثم قرأ معاوية قراءة لينةً، ورجَّع، ثم قال: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن. ورواه بنحوه عفان، وعبد الرحمن الرصاصي.

وفي رواية عبد الله بن إدريس [عند النسائي]: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة بسورة الفتح، فما سمعت قراءةً أحسنَ منها، يرجِّع.

ولفظ شبابة [عند البخاري (٧٥٤٠)، وأبي عوانة (٣٨٨٤)، والروياني]: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح على ناقةٍ له يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح، قال: فرجَّع فيها، قال: ثم قرأ معاوية: يحكي قراءة ابن مغفَّل، وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجَّعت كما رجَّع ابن مغفَّل، يحكي النبي -صلى الله عليه وسلم-، [قال شعبة:] فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آ آ آ ثلاث مرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>