للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* وأصله: حديث قتادة، قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: كان يمدُّ صوته بالقرآن مدًا.

أخرجه البخاري (٥٠٤٥)، وتقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٨/ ٥١٤/ ٧٨٨)، وهو في السنن برقم (١٤٦٥).

* قال أبو بكر الخلال في الأمر بالمعروف (٧٦): أخبرني أبو بكر المروذي، قال: قلت لأبي عبد الله: إنهم قالوا عنك: إنك كنت عند وهب بن جرير، فسألت ابن سعيد أن يقرأ، فقال: ما سمعت منها شيئًا قط، وقال: لا يعجبني إلا أن يكون جِرم الرجل مثل جِرم أبي موسى الأشعري حين قال له عمر: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فقرأ عنده. وذكر عن أنس وعن التابعين فيه كراهية.

قلت: أليس يروى عن معاوية بن قرة عن أبيه [كذا، وصوابه: عن عبد الله بن مغفل] أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رجَّع عام الفتح، وقال: لو شئت أن أحكي لكم اللحن؟ فأنكر أبو عبد الله أن يكون هذا على معنى الألحان، وما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما أذن لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن"، وقال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وقال: كان ابن عيينة يقول: فيستغني بالقرآن؛ يعني: الصوت، وقال وكيع: يستغني به، قال: وقال الشافعي: يرفع صوته، وأنكر أبو عبد الله الأحاديث التي يحتج بها في الرخصة في الألحان".

* قلت: وقد روي الحض على قراءة القرآن بألحان العرب، لكنه لا يثبت:

يرويه بقية بن الوليد، قال: حدثني حصين بن مالك الفزاري، قال سمعت شيخًا يكنى أبا محمد -وكان قديمًا-، يحدث عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، فإنه سيجيء من بعدي قوم يرجِّعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب من يعجبهم شأنهم".

تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٩/ ٢٥٤/ ٨٣١)، وهو حديث منكر، قال الجوزقاني: "هذا حديث باطل".

* والصواب في هذا:

ما رواه أبو معاوية، وحفص بن غياث:

عن الأعمش، عن أبي عمار [وفي رواية حفص: سمعت أبا عمار]، عن حذيفة، قال: ليقرأنَّ القرآن أقوامٌ [وفي رواية: ليأتينَّ قومٌ في آخر الزمان يقرؤون القرآن] يقيمونه كما يُقام القِدْح، ولا يدعون منه ألفًا [ولا واوًا]، ولا يجاوز إيمانهم حناجرَهم.

تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٩/ ٢٥٣/ ٨٣١)، وهو موقوف بإسناد صحيح، وله حكم الرفع، والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>