للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العباس الكندي، الصوفي المقرئ، المعروف بابن الوشاء التنيسى، وهو: متروك، روى أباطيل، وتفرد بما لم يتابع عليه [اللسان (١/ ٥٧١)].

* لكن رواه محمد بن الحسن بن قتيبة [ثقة حافظ]، قال: حدثنا أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب، وعيسى بن حماد زغبة، قالا: حدثنا الليث بن سعد، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعيد أو سعد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن". قال زغبة: عبد الله بن أبي نهيك.

أخرجه الضياء المقدسي في فضائل القرآن (٢٩)، وفي المختارة (٣/ ١٧٢/ ٩٦٩).

قال الضياء: "هذا حديث إسناده لا أعلم فيهم جرحًا، وهو مشهور عن سعد، وهو: ابن أبي وقاص، وقول زغبة: عبد الله؛ خطأ، وإنما هو: عبيد الله".

قلت: حديث ابن قتيبة عن ابن موهب، إنما هو من مسند سعد بغير شك، فقد رواه محمد بن الحسن بن قتيبة: حدثنا يزيد بن موهب، قال: حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس منَّا منْ لم يتغنَّ بالقرآن". [أخرجه ابن حبان (١/ ٣٢٦/ ١٢٠)، وتقدم ذكره]، وهو الأشبه عندي بالصواب.

ولعله حمل حديث ابن موهب على حديث زغبة، وهو الأشبه، ويكون زغبة بذلك قد تابع شعيب بن الليث، في روايته على الشك بين سعد بن أبي وقاص، وبين سعيد بن أبي سعيد، وبذا يظهر أن المصريين اختلفوا على الليث:

* فممن رواه فقال: عن سعيد بن أبي سعيد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ قولًا واحدًا:

عبد الله بن صالح، وعبد الله بن عبد الحكم بن أعين.

* وممن رواه فقال: عن سعيد أو سعد؛ بالشك والتردد:

شعيب بن الليث، وعيسى بن حماد زغبة.

* وممن اختلف عليه في روايته عن الليث:

يزيد بن خالد بن موهب الرملي، ويحيى بن بكير: فمرة قالا: عن سعيد بن أبي سعيد، ومرة قالا: عن سعد بن أبي وقاص.

فإن قيل: فما تقول في قول أبي صالح: "قال لنا الليث بالعراق: عن سعد بن أبي وقاص، وأما ها هنا فكذا قال، وكذا في أصل كتابه"؟.

لا سيما وقد فسره أبو زرعة بقوله: "في كتاب الليث في أصله: سعيد بن أبي سعيد، ولكن لُقِّن بالعراق: عن سعد" [علل ابن أبي حاتم (٢/ ٤٨٩/ ٥٣٨)].

قلت: لا يمنع أن يكون الوهم وقع لليث بن سعد في إسناد هذا الحديث حين قال فيه: عن سعيد بن أبي سعيد، ثم أدرك بعدُ وجه الصواب فيه، فرجع إليه، وتابع عمرو بن دينار، وابن جريجٍ، في روايته عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>