للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عنها ابن المنكدر وابنتها حكيمة قال ابن القطان: "لم يزد على هذا، ولا عيَّن ما رويا عنها، ولا قضى لحكيمة بثقة ولا ضعف، ولا لشيء مما روت".

قلت: أما حديث ابن المنكدر عنها فصحيح، كما قال الترمذي [الجامع (١٥٩٧)]، وابن القطان [بيان الوهم (٥/ ٥١٦/ ٢٧٥٧)]، وغيرهما، وهو حديث: "إني لا أصافح النساء، إنما قولي لامرأة قولي لمائة امرأة".

وأما حديث حكيمة عنها فحاله كما ترى، قال ابن القطان: "واعتماد فعل الدارقطني في ذلك غير كافٍ، وفعل الهروي بعده أبعد" يعني: في نسبة تصحيح الحديث إليه، فإنه لم يقض فيه بصحة ولا ضعف، ولا في حكيمة بتعديل ولا تجريح، كما قال ابن القطان.

• وله شاهد: يرويه أبو مالك النخعي، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزى، عن أم أيمن - رضي الله عنها - قالت: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل إلى فخارة من جانب البيت، فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشى؛ فشربت ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها" قلت: قد والله شربت ما فيها، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، ثم قال: "أما إنك لا يفجع بطنك بده أبدًا وفي رواية: "أما إنك لا تَتَّجِعِين بَطْنَكِ أبدًا".

أخرجه الحاكم (٤/ ٦٣ - ٦٤)، والحسن بن سفيان في مسنده (١/ ٤٦ - التلخيص)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٨٩ - ٩٠/ ٢٣٠)، والدارقطني في الأفراد (٥/ ٣٨٨/ ٥٨٢٢ - أطرافه)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٦٧)، وفي الدلائل (٣٦٥).

قال الدارقطني: "تفرد به أبو مالك النخعي عبد الملك بن حسين، عن الأسود بن قيس، عن نبيح".

وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ٤٦): "وأبو مالك ضعيف، ونبيح لم يلحق أم أيمن وانظر: الأمام لابن دقيق العيد (٣/ ٣٨٦)، البدر المنير (١/ ٤٨٣).

قلت: بل إسناده واهٍ؛ لا يصلح مثله في المتابعات والشواهد، فإن أبا مالك النخعي، واسمه: عبد الملك بن الحسين، وقيل: عبادة بن الحسين، ويقال: ابن أبي الحسين: متروك، منكر الحديث [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٤٦/ ٢٥٣٥)، التاريخ الكبير (٥/ ٤١١)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٤٧)، توضيح المشتبه (٢/ ٥٠٣)، التهذيب (٤/ ٥٨٠)، التقريب (١١٩٩)، المغني (٢/ ٩) وغيرها].

• وقد اختلف فيه على أبي مالك النخعي:

فرواه عنه به هكذا: شبابة بن سوار [ثقة حافظ].

وخالفه: سلم بن قتيبة [الشعيري: ثقة]، وقرة بن سليمان [قال أبو حاتم: "مجهول، ضعيف الحديث"، الجرح والتعديل (٧/ ١٣١)، العلل (١٦٨٩)، اللسان (٦/ ٣٩٢)]:

روياه عن عبد الملك بن حسين [وفي رواية: الحسين بن حريث، وفي أخرى: الحسن بن حرب]، عن يعلى بن عطاء [وفي رواية: نافع بن عطاء]، عن الوليد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>