بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ بآية رحمةٍ، فإذا كانت: عزيز حكيم، فقلت: سميع عليم، فإن الله سميع عليم".
أخرجه معمر في الجامع (١١/ ٢١٩/ ٢٠٣٧١)(١٠/ ٢٦٢/ ٢١٤٤٣ - ط التأصيل). [المسند المصنف (١/ ١٣٤/ ٤٨)].
قلت: وهم فيه معمر بن راشد، وهو: ثقة ثبت في الزهري وابن طاووس، إلا أنه كان سيئ الحفظ لحديث قتادة؛ لأنه إنما جلس إليه وهو صغير فلم يحفظ عنه، وفي حديثه عن العراقيين -أهل الكوفة وأهل البصرة-: ضعف [انظر: المعرفة والتاريخ (٢/ ٢٨١)، علل الدارقطني (٤/ ق ٤٠)، تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٨ و ٧٧٤)].
وأما همام بن يحيى العوذي البصري، فهو: ثقة، من طبقة الشيوخ من أصحاب قتادة، وروايته عنه في الصحيحين، وهو أثبت من روى عنه هذا الحديث، وقوله عن قتادة في هذا الحديث هو الصواب، والله أعلم.
وعليه: فهو حديث صحيح؛ سليمان بن صرد: صحابي، قتل سنة (٦٥)، ويحيى بن يعمر: سمع ابن عباس، وابن عمر، وروايته عن عائشة في صحيح البخاري (٣٤٧٤ و ٥٧٣٤ و ٦٦١٩)، وفيه: أنه سمع منها، وسماعه منها ثابت بالأسانيد الصحيحة [راجع: فضل الرحيم الودود (٣/ ١٠٣/ ٢٢٦)]، مات قبل المائة، وقيل: بعدها، وقد سمع منه قتادة [قاله البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٣١١ - ٣١٢)].
فإن قيل: قال الفضل بن زياد [أحد أصحاب أحمد بن حنبل، وممن أكثر الرواية عنه، قال أبو بكر الخلال: "والفضل بن زياد من المتقدمين عند أبي عبد الله، وكان أبو عبد الله يعرف قدره، ويكرمه، ويصلي بأبي عبد الله". تاريخ بغداد (١٤/ ٣٣٠)، طبقات الحنابلة (٢/ ١٨٨)]: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: "لم يسمع قتادة من يحيى بن يعمر شيئًا" [المعرفة والتاريخ (٢/ ١٤١)].
قلت: قد روى من هو أثبت منه، وألصق باحمد؛ قولًا آخر، قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: قتادة سمع من يحيى بن يعمر؟ قال: "لا أدري، قد روى عنه، وقد روى عن رجل عنه [المراسيل (٦٢٥)].
قلت: فكأن أحمد تردد فيه بعد ما جزم بعدم السماع؛ لزيادة علم وقف عليها أحمد، فكأنه أولًا كان يرجح إثبات الواسطة، ثم تردد لإمكان السماع مع انتفاء الواسطة، فإن وفاة قتادة كانت بين (١١٠ - ١٢٥)، ومن أثبت سماع قتادة من يحيى بن يعمر فقد أتى بزيادة علم مقبولة، لا سيما إذا أتت من قبل أكثر النقاد حرصًا على تتبع السماع، وهو الإمام الناقد محمد بن إسماعيل البخاري، ويؤكد ما ذهب إليه البخاري؛ ثبوت السماع في غير هذا الحديث بسند صحيح في فوائد ابن ماسي (١٨)، والله أعلم [وانظر أيضًا: الجرح والتعديل (٩/ ١٦٩)].
فإن قيل: ألم يثبت في الأسانيد أن بعضهم كان يدخل أحيانًا بين قتادة وبين يحيى بن