قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقرآ، فحسَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنهما [وفي رواية القطان: قال: "أصبتما"] [وفي رواية الطحان: "قد أحسنتم"]، فسُقِط في نفسي من التكذيب؛ ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففِضتُ عرقًا وكأنما أنظر إلى الله -عزَّ وجلَّ- فرقًا، فقال لي:"يا أُبيُّ! أُرسل إليَّ أن: اقرأ القرآن على حرف، فردَدتُ إليه أن: هوِّن على أمتي، فردُّ إليَّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن: هوِّن على أمتي، فردَّ إليَّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردَّة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللَّهُمَّ اغفر لأمتي، اللَّهُمَّ اغفر لأمتي، وأخرتُ الثالثة ليوم يرفب إليَّ [فيه] الخلقُ كلُّهم، حتى إبراهيمُ -صلى الله عليه وسلم-".
لفظه بتمامه عند مسلم.
ولفظ ابن بشر مختصرًا [عند ابن أبي شيبة في الموضع الأول]: "إن ربي أرسل إليَّ أن اقرأ القرآن على سبعة أحرف ".
أخرجه مسلم (٨٢٠)، وأبو عوانة (٢/ ٤٦٤/ ٣٨٤٤)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤١٤/ ١٨٥٥)، وابن حبان (٣/ ١٥/ ٧٤٠)، وأحمد (٥/ ١٢٧)، وابنه عبد الله في زياداته على المسند (٥/ ١٢٨ - ١٢٩)، وابن أبي شيبة (٦/ ١٣٨/ ٣٠١٢٥)(١٦/ ٤٥١/ ٣٢١١٩ - ط الشثري) و (٦/ ٣١٩/ ٣١٧٤٣)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١/ ٣٢ و ٣٣)، وابن بطة في الإبانة (٢/ ٦١٥/ ٨٠٠)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٥٨٧)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (٦٢٤)، والبيهقي (٢/ ٣٨٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ٥٠٤/ ١٢٢٧)، وفي الشمائل (٨٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٧/ ٣٢٨). [التحفة (١/ ١٤٢/ ٦٠)، الإتحاف (١/ ٢٤٢/ ٩٢)، المسند المصنف (١/ ١٣٠/ ٤٦)].
تنبيه: وقع عند أبي عوانة: "وأخرت الرابعة"، بدل: الثالثة، وهي رواية شاذة، والسياق يدل على شذوذها، والله أعلم.
وانظر فيمن وهم في إسناده: ما أخرجه إسماعيل الأصبهاني في دلائل النبوة (٧٣).
• خالف في بعض ألفاظه:
محمد بن فضيل، فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد، بإسناده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، وقال: قال لي: "أعيذك بالله من الشك والتكذيب"، وقال أيضًا:"إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف، فقلت: اللَّهُمَّ رب خفف عن أمتي، قال: اقرأه على حرفين، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة، كلها شافٍ كافٍ".
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١/ ٣٣ و ٦٣).
قلت: وهذه رواية شاذة، تفرد بألفاظها دون جماعة الحفاظ ممن روى الحديث عن ابن أبي خالد: محمد بن فضيل، وهو: كوفي ثقة، يقع له الوهم أحيانًا، وهذا منه، والله أعلم.
٢ - محمد بن سليمان الأسدي لوين [مصيصي، ثقة]: حدثنا الحسن بن محمد بن