عباس: أخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٢٩٤) (٣/ ٤٤٦/ ٤٨٦٥ - ط الرشد)، وأبو طاهر المخلص في الرابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٣٤) (٧٤٩ - المخلصيات) [وهذا حديث باطل؛ لأجل الحسن بن عمارة؛ فإنه: متروك الحديث، واتهم، يحدث عن الحكم بن عتيبة بما ليس من حديثه، التهذيب (١/ ٤٠٧)].
* قال النسائي: "هذا الحديث خولف فيه الحكم، خالفه منصور بن المعتمر، رواه عن مجاهد عن عبيد بن عمير مرسلًا".
قلت: هكذا ذكر النسائي الاختلاف فيه على مجاهد، ولم يسنده من طريق منصور، ولنم أقف على هذا الوجه مسندًا، ومثل هذا لا يُعل حديث الحكم عن مجاهد، فإن الحكم بن عتيبة: ثقة ثبت فقيه، متفق على توثيقه وإمامته، قال أحمد: "أثبت الناس في إبراهيم: الحكم ثم منصور"، وقد اتفق الشيخان على إخراج حديث الحكم عن مجاهد، لا سيما ما رواه شعبة عن الحكم، فإن شعبة لا يروي عن شيوخه إلا ما كان مسموعًا لهم، وهذا يرد دعوى رد الحديث اعتمادًا على قول يحيى بن سعيد القطان: "قال شعبة: أحاديث الحكم عن مجاهد كتاب إلا ما قال سمعت" [التاريخ الكبير (٢/ ٣٣٣)، الجرح والتعديل (١/ ١٣٠)]؛ ثم إن مسلمًا قد أخرجه في صحيحه من هذا الوجه، والله أعلم.
• ورواه يحيى بن آدم [ثقة ثبت حافظ]؛ عن قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس [ثقة]؛ عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن جبريل عليه السلام قال له: اقرأ القرآن على سبعة أحرف ".
أخرجه الطبراني في الصغير (١٠٥)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٢/ ٢٥٧) و (٤/ ٢٢٠)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ١٦١).
قال الطبراني: "لم يروه عن الأعمش إلا قطبة، تفرد به يحيى بن آدم ".
قلت: قطبة بن عبد العزيز: كوفي ثقة، صاحب كتاب، مشهور بالرواية عن الأعمش، وهو ثقة فيه، مقدَّم فيه على غيره [انظر: الطبقات للنسائي (٥٩)، العلل ومعرفة الرجال (٣١٠٠)، شرح العلل (٥/ ٦٢٢ و ٧١٧)].
وعليه فهو: حديث صحيح، غريب من حديث الأعمش.
* وله طرق أخرى عن أبي بن كعب:
١ - عبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر العبدي، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن عبد الله الواسطي الطحان، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن يزيد الواسطي الكلاعي، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وأخوه محمد بن عبيد [وهم ثقات]:
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن جده، عن أبي بن كعب [وفي رواية خالد الطحان: حدثني أبي بن كعب]؛ قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إن هذا قرأ