• ورواه عفان بن مسلم [ثقة ثبت]؛ وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك [ثقة ثبت]:
قالا: حدثنا حماد، قال: أخبرنا حميد، عن أنس، عن عبادة بن الصامت؛ أن أبي بن كعب [وفي رواية أبي الوليد: عن أبي بن كعب، وكذا في رواية عن عفان]؛ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنزل القرآن على سبعة أحرف".
ثم رواه عفان مرة أخرى مطولًا: أن أبي بن كعب، قال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية، وأقرأها آخر غير قراءة أبي، فقلت: من أقرأكها؟ قال: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلت: والله لقد أقرأنيها كذا وكذا، قال أبي: فما تخلَّج في نفسي من الإسلام ما تخلَّج يومئذ، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، قلت: يا رسول الله، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال:"بلى"؛ قال: فإن هذا يدعي أنك أقرأته كذا وكذا، فضرب بيده في صدري، فذهب ذاك، فما وجدت منه شيئًا بعد، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل وميكائيل، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، قال: اقرأه على حرفين، قال: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، قال: كلٌّ شافٍ كافٍ ".
أخرجه أحمد (٥/ ١١٤)، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (٥٨)[وسقط من إسناده أبي بن كعب]؛ وابن جرير الطبري في تفسيره (١/ ٣١)، والطحاوي في المشكل (٨/ ١٠٩/ ٣٠٩٦) و (٨/ ١١٠/ ٣٠٩٧)، وابن حبان (٣/ ١٧/ ٧٤٢)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (٣/ ٣٢١/ ١٤٢٦ و ١٤٢٧)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢٥٧/ ٥٢٥٠)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٥٣ - ط العلمية)، وأبو الشيخ في ذكر الأقران (١٧٠)، وتمام في الفوائد (١٧٠٦). [الاتحاف (١/ ٢١٧/ ٦١)، المسند المصنف (١/ ١٤٠/ ٥٢)].
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن حميد إلا حماد بن سلمة".
قلت: حماد بن سلمة هو أثبت الناس في حميد الطويل، وقد زاد في الإسناد رجلًا، وهو الصحابي عبادة بن الصامت، فدل على أن أنسًا إنما أخذه من عبادة، لا من أبي مباشرة، والله أعلم.
قال أبو حاتم مرجحًا رواية حماد:"روى هذا الحديث حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، عن عبادة، عن أبي" [علل الحديث (٤/ ٦٩٧/ ١٧٤٥)].
يعني أبو حاتم أن أثبت الناس في حميد هو حماد، وقد زاد في الإسناد رجلًا، وقوله مقدم.
وانظر: علل الدارقطني (١٢/ ٦٢/ ٢٤١٨).
وهو حديث صحيح، ويبدو أن حميدًا الطويل كان يسقط عبادة -بن الصامت من الإسناد أحيانًا، ومثل هذا لا يضر، فإنه صحابي بين صحابيين، ومرسل الصحابي حجة، ومن جعله أيضًا من مسند عبادة؛ فلا يضر، والحديث إنما هو لأبي بن كعب، وقد اشتهر عنه بأسانيد صحاح.