قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا التقى الختانان، وتوارت الحشفة؛ فقد وجب الغسل" [عند: ابن ماجه، وأحمد، وابن أبي شيبة، وابن عبد البر].
قال أبو نعيم الفضل بن دكين: "لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي".
قال ابن رجب: "يعني: أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو: عن العرزمي" [شرح العلل (٢/ ٨٥٥)].
قلت: وهذا منها؛ فإن هذا الحديث مما يرويه محمد بن عبيد الله العرزمي [وهو: متروك]، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به.
أخرجه ابن وهب في مسنده [الأحكام الوسطى (١/ ١٩١)، الإمام (٣/ ٢٠)]، والقاضي أبو يوسف في الآثار (٥٦).
قال عبد الحق: "وهو إسناد ضعيف جدًّا".
وقال ابن دقيق العيد: "ففي هذا تعليق الحكم بغيبوبة الحشفة، وهو غريب في الرواية".
ورواه أيضًا عن عمرو به: أبو حنيفة [وهو: ضعيف] [عند: الطبراني في الأوسط، وأبي نعيم في مسند أبي حنيفة].
وقد رواه بدون هذه الزيادة: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: عبد الكريم بن مالك الجزري [وهو: ثقة متقن] [عند: الخطيب (١/ ٣١١)] [وانظر أيضًا: تاريخ الخطيب (٦/ ٢٨٢)].
والحاصل أن هذه الزيادة لا تصح بل هي منكرة.
***
٢١٧ - . . . عمرو، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الماء من الماء".
وكان أبو سلمة يفعل ذلك.
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (٣٤٣/ ٨١)، وأبو نعيم في مستخرجه (١/ ٣٨٨/ ٧٧٢)، وابن حبان (٣/ ٤٤٣/ ١١٦٨)، وأحمد (٣/ ٢٩)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ١١٩)، والطحاوي (١/ ٥٤)، وابن شاهين في الناسخ (٥)، وابن بشران في الأمالي (١٠٨٧)، والبيهقي (١/ ١٦٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٣٨٣/ ٨). وقال: "وهذا إسناد صحيح من جهة النقل، ثابت".
ولابن شاهين (٧) فيه طريق أخرى عن ابن شهاب؛ لكن لا يصح، فيه حجاج بن رشدين بن سعد: وهو ضعيف [اللسان (٢/ ٢٢٢)].