وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٥٩٨/ ٢٤٩٧ - السفر الثاني)، ووكيع محمد بن خلف في أخبار القضاة (١/ ١٠٦)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٤١/ ٦٣١)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٧٨٧/ ٦٦١٤)، والبيهقي في الدعوات الكبير (٣١٠)، وعبد الغني المقدسي في نهاية المراد (٥٨). [التحفة (٨/ ٣٥٩/ ١٨٢٨)، الإتحاف (١٣/ ٧١١/ ١٧٣٣٥)، المسند المصنف (٢٥/ ٥٢١/ ١١٥٥٧)].
رواه عن قتيبة به جماعة من كبار الأئمة، منهم: أحمد بن حنبل، وأبو داود، وابن أبي خيثمة، وجعفر بن محمد الفريابي، والحسن بن سفيان، وغيرهم.
قال عبد الله بن أحمد: "وقد خالفوا قتيبة في إسناد هذا الحديث، وأحسب قتيبة وهم فيه، يقولون: عن خلاد بن السائب عن أبيه".
وقال ابن حجر في التهذيب (١/ ٤٦٠) في ترجمة حفص: "أظن الغلط فيه من ابن لهيعة؛ لأن يحيى بن إسحاق السيلحيني من قدماء أصحابه، وقد حفظ عنه حبان بن واسع، وأما حفص بن هاشم: فليس له ذكر في شيء من كتب التواريخ، ولا ذكر أحدٌ أن لابن عتبة ابنًا يسمى حفصًا".
قلت: وهو كما قال؛ الغلط فيه من ابن لهيعة، إنما حدث عنه قتيبة بما سمع، والعهدة فيه على من لا يضبط.
قلت: حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري: شخص مجهول، لا يدرى من هو؛ لم يأت ذكره إلا في هذا الإسناد، والذي انفرد به ابن لهيعة، وقد لا يكون له وجود أصلًا [انظر: التهذيب (١/ ٤٦٠)، الميزان (١/ ٥٦٩)]، قال المزي في التهذيب (٧/ ٧٧): "روي له أبو داود هذا الحديث الواحد، عن قتيبة عن ابن لهيعة، وهو شيخ مجهول، لم يذكره البخاري في تاريخه، ولا ابن أبي حاتم في كتابه"، وقال مغلطاي في إكمال التهذيب (١٥٦ - التراجم الساقطة): "لم أر ذكره في كتاب نسب ولا تاريخ، واللّه تعالى أعلم".
قلت: قد اختلف في إسناده ومتنه على ابن لهيعة:
أ- فرواه قتيبة بن سعيد [ثقة ثبت]: حدثنا ابن لهيعة، عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن السائب بن يزيد [ابن أخت النمر، الكندي: له ولأبيه صحبة]، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا فرفع يديه، مسح وجهه بيديه.
تفرد فيه قتيبة بقوله في الإسناد: "عن السائب بن يزيد، عن أبيه"، وبقوله في المتن: "مسح وجهه بيديه".
ب- ورواه سعيد بن الحكم بن أبي مريم [مصري، ثقة ثبت فقيه]، عن ابن لهيعة، عن حَبان بن واسع [صدوق، سمع منه ابن لهيعة، ويروي عنه أيضًا بواسطة: جعفر بن ربيعة]، عن حفص بن هاشم بن عتبة [مجهول]، عن خلاد بن السائب [الخزرجي: تابعي ثقة، من الثالثة]، عن أبيه [السائب بن خلاد بن سويد الخزرجي: له صحبة]، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا جعل راحتيه إلى وجهه.