للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليست بشيء [تقدم الكلام عليها في فضل الرحيم الودود (١١/ ٣٧١/ ١٠٦٩)].

٤ - وروى إبراهيم بن المنذر [الحزامي المدني: صدوق]، قال: حدثنا محمد بن فليح، قال: أخبرني أبي، عن أبي نعيم -وهو وهب-[وهب بن كيسان المدني: ثقة، من الرابعة]، قال: رأيت ابن عمر وابن الزبير يدعوان، يديران بالراحتين على الوجه.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٦٠٩).

قلت: إسناده ليس بالقوي؛ فليح بن سليمان: ليس بالقوي، له أوهام وغرائب كثيرة، وابنه محمد بن فليح: ما به بأس، ليس بذاك القوي [راجع الكلام عن هذا الإسناد تحت الحديث رقم (١٤٣١)، في الشواهد، الشاهد الثاني].

والحاصل: فانه لا يثبت حديث في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء، ولا يقوي بعضها بعضًا.

° نقل ابن أبي زيد القيرواني في النوادر والزيادات (١/ ٥٣٠) عن ابن القاسم: "عن مالك، في من يمسح وجهه بيديه في آخر دعائه، وقد بسط كفيه قبل ذلك، فأنكره، وقال: ما علمته".

وقال محمد بن نصر في صلاة الوتر (١١٢): "ورأيت إسحاق يستحسن العمل بهذه الأحاديث، وأما أحمد بن حنبل، فحدثني أبو داود، قال: سمعت أحمد، وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ في الوتر؟ فقال: لم أسمع فيه بشيء، ورأيت أحمد لا يفعله، قال: وعيسى بن ميمون هذا الذي روى حديث ابن عباس ليس هو ممن يحتج بحديثه، وكذلك صالح بن حسان" [وقول أحمد هذا في مسائل أبي داود برقم (٤٨٦)].

وقال ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢١٧/ ٢٧٤٠): "وكان أحمد بن حنبل يقول: لم أسمع فيه بشيء، ولم يكن يفعله أحمد".

وقال أحمد في رواية الأثرم: "لا يمسح الرجل وجهه في الوتر، ويرفع يديه في القنوت إلى صدره" [زاد المسافر (٢/ ٢٤٠/ ٧٢٥)].

وقال أحمد أيضًا: "لا يعرف هذا -أنه كان يمسح وجهه بعد الدعاء- إلَّا عن الحسن" [العلل المتناهية (٢/ ٨٤١)].

وقال البيهقي في السنن (٢/ ٢١٢) في مسح الوجه تعليقًا على حديث ابن عباس المتقدم برقم (١٤٨٥): "فأما مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء: فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت، وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، وقد روي فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث فيه ضعف، وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة، وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح، ولا أثر ثابت، ولا قياس، فالأولى أن لا يفعله، ويقتصر على ما فعله السلف - رضي الله عنهم - من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة، وبالله التوفيق".

وقال في رسالته لأبي محمد الجويني (٢/ ٢٨٦ - المجموعة المنيرية): "أحمد بن حنبل ينكرها [يعني: أحاديث مسح الوجه باليدين بعد الدعاء]، وحكي عنه؛ أنه قال: في

<<  <  ج: ص:  >  >>