للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• خالفهم في متنه:

عمرو بن هاشم البيروتي: حدثني الأوزاعي: حدثني أبو عمار، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثًا، ثم قال: "اللَّهُمَّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام"، ثم يسلم.

أخرجه ابن خزيمة (١/ ٣٦٣/ ٧٣٨) [الإتحاف (٣/ ٣٤/ ٢٤٨٧)، المسند المصنف (٤/ ٤٧٦/ ٢٢٤٧)].

قال ابن خزيمة: "وإن كان عمرو بن هاشم، أو محمد بن ميمون: لم يغلط في هذه اللفظة؛ أعني: قوله: قبل السلام، فإن هذا الباب يردُّ إلى الدعاء قبل السلام".

قلت: هي لفظة منكرة، تفرد بها: عمرو بن هاشم البيروتي، وهذا مما لا يحتمل منه بمخالفة جماعة الثقات من أصحاب الأوزاعي وأثبت الناس فيه، وعمرو هذا: مشاه ابن عدي فقال: "ليس به بأس"، وليَّنه غيره، فقال فيه ابن وارة: "كتبت عنه، وكان قليل الحديث، ليس بذاك، كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعي"، وقال العقيلي: "مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه"، وله أحاديث أنكرت عليه [انظر: التهذيب (٣/ ٣٠٩)، الميزان (٣/ ٢٩٠)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٦٨)، علل ابن أبي حاتم (٢/ ٩٤/ ١٧٧٥)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٢٩٤)، تاريخ دمشق (٤٦/ ٤٥١)].

فإن قيل: ألا تؤيدها رواية الجماعة عن الأوزاعي: كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته؛ فيقال: رواية الوليد بن مسلم - وهو من أثبت الناس وأضبطهم لحديث الأوزاعي - هي على الوجه الموافق لحديث عائشة في بيان محل هذا الذكر، وهو أنه بعد السلام مباشرة، يقوله وهو مستقبل القبلة، قبل أن ينصرف بوجهه إلى الناس، وعلى هذا تحمل رواية الجماعة، والله أعلم.

• وله إسناد آخر، ولا يثبت.

رواه إبراهيم بن محمد بن عرق [شيخ الطبراني: إبراهيم بن محمد بن الحارث ابن عرق: مجهول الحال، قال الذهبي: "شيخ للطبراني غير معتمد". الميزان (١/ ٦٣)، اللسان (١/ ٣٥٥)]: ثنا عبد الوهاب بن الضحاك: ثنا إسماعيل بن عياش: حدثني راشد بن داود الصنعاني [ليس به بأس، وقد ضُعِّف]، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قضى صلاته استغفر ثلاثًا، ثم قال: "اللَّهُمَّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٢/ ١٠٨٨/١٥٢).

قلت: هو حديث باطل بهذا الإسناد؛ تفرد به عن إسماعيل بن عياش: عبد الوهاب بن الضحاك، وهو: متروك متهم، كان يسرق الحديث، حدث بأحاديث موضوعة، كذبه أبو حاتم، وقال أبو داود: "كان يضع الحديث"، وله عن إسماعيل بن عياش وغيره: مقلوبات

<<  <  ج: ص:  >  >>