يكون واسطيًا"، وقال أيضًا: "أبو نصيرة الواسطي: متروك، لا أعرف اسمه، يحدث عنه سويد بن عبد العزيز"، وضعفه مرة أخرى، فكأنه فرق بين من يروي عنه الواسطيون، ومن يروي عنه أهل الشام، والصواب أن من روى عنه أهل واسط وأهل الشام رجل واحد، وهو مسلم بن عبيد أبو نصيرة الواسطي، وهو غير أبي نصيرة الذي روى عنه عثمان بن واقد المدني، والله أعلم [سؤالات ابن الجنيد (٤٠١)، مسند أحمد (٥/ ٨١)، التاريخ الكبير (٧/ ٢٦٧)، كنى البخاري (٧٦)، كنى مسلم (٣٤٥٣)، الجرح والتعديل (٨/ ١٨٨)، الثقات (٥/ ٣٩٩)، المعجم الكبير للطبراني (١٨/ ٢٩٢ و ٦١٤)، المؤتلف للدارقطني (١/ ٢٣٠)، سؤالات البرقاني (٤٩٣ و ٦١٢)، الإكمال لابن ماكولا (١/ ٣٢٩)، تاريخ الإسلام (٣/ ٧٦٨ - ط الغرب)، ديوان الضعفاء (٥٠٥٣)، الميزان (٤/ ١٠٥ و ٥٧٩)، التهذيب (٤/ ٥٩٨)].
وقد تفرد بهذا الحديث: عثمان بن واقد العمري، وهو: مدني، نزل البصرة، قال أحمد: "لا أرى به بأسًا"، وقال ابن معين مرة: "ثقة"، وقال مرة: "ليس به بأس"، وقال الدارقطني: "لا بأس به".
لكن قال الآجري عن أبي داود: "ضعيف، قلت له: إن الدوري يحكى عن ابن معين أنه ثقة. فقال: هو ضعيف؛ حدث بحديث:"من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل"، ولا نعلم أحدًا قال هذا غيره"، ووهمه البخاري بتفرده برفع حديث في الأضاحي، وأعل أبو حاتم وأبو زرعة له حديثًا آخر، وجعلا التبعة فيه دائرة بينه وبين رجل آخر، وظاهر تصرف الدارقطني تعليق الخطأ به [تاريخ ابن معين للدارمي (٦١٤)، تاريخ ابن معين للدوري (٧٠٧ و ١٥٢٦)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٨١/ ٢٧٠٤)، علل الترمذي الكبير (٤٤٧)، الجرح والتعديل (٦/ ١٧٢)، علل الحديث (١٨٠٠)، الثقات (٧/ ١٩٧)، علل الدارقطني (١٤/ ١٨٢/ ٣٥٢٤)، سؤالات البرقاني (٣٥٨)، أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٤٤٧/ ٦١٥٢)، تاريخ الإسلام (٤/ ١٥٠ - ط الغرب)، التهذيب (٣/ ٨٢)].
والحاصل: فإن هذا حديث منكر؛ تفرد به مجهولان، ولا يعرف إلا من هذا الوجه؛ فلا يُعرف له متابع ولا شاهد، قال الترمذي: "هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة"، وقال البزار: "وهذا الحديث لا نحفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكر بهذا الطريق".
وقد روي من وجه آخر، بلفظ آخر، ولا يصلح مثله في المتابعات:
رواه محرز بن عون [صدوق]: حدثنا عثمان بن مطر: حدثنا عبد الغفور، عن أبي نُصَيرة، عن أبي رجاء [العطاردي]، عن أبي بكر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فأكثروا منهما، فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون".
أخرجه ابن أبي عاصم في السُّنَّة (٧)، وأبو يعلى في المسند (١/ ١٢٣/ ١٣٦)، وفي المعجم (٢٩١)، والطبراني في الدعاء (١٧٨٠)، وأبو الحسن الواحدي في التفسير الوسيط