للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحبلي، عن المنيذر- صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ينزل إفريقية-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: رضيت بالله رباً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً، فأنا الزعيم لآخدنَّ بيده يوم القيامة، ولأدخلنه الجنة".

علقه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٧٥)، ووصله: ابن قانع في المعجم (٣/ ١٠٥)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٥٥/ ٨٣٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٥٢١/ ٦١٠٧)، وابن الفاخر في موجبات الجنة (٢٥٢) [ووقع عنده موقوفاً؛ إنما هو مرفوع، فلعله سقط على الناسخ].

قال أبو نعيم: "رواه ابن وهب عن حيي نحوه، ورواه بعض المتأخرين من حديث حرملة، عن ابن وهب، عن حيي، وقال: عن أبي عبد الرحمن السلمي، وهو وهم، فإنه الحبلي، وليس للسلمي هاهنا مدخل ".

قلت: هو حديث منكر؛ حيي بن عبد الله المعافري: أخرج له الأربعة، ولم يخرج له الشيخان شيئاً، وهو: منكر الحديث فيما تفرد به، ولم يتابع عليه، وقد يحسن حديثه إذا توبع، وقد قال فيه أحمد: "أحاديثه مناكير"، وقال البخاري: "فيه نظر"، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، ومن قواه مثل ابن معين وابن حبان وابن عدي فإنما نظر إلى أحاديثه التي وافق فيها الثقات فحسن القول فيه [انظر: التهذيب (١/ ٥١٠)، الميزان (١/ ٦٢٤)، سؤالات ابن محرز (١/ ٦٨)، الكامل (٢/ ٤٥٠) [وانظر الكلام عن هذا الإسناد مفصلاً: الشاهد الخامس تحت الحديث رقم (٤٤٧) (٥/ ٣٤٩/ ٤٤٧ - فضل الرحيم)، وتخريج الذكر والدعاء (١/ ٤٢٣/ ٢١٠)].

وهو هنا قد خالف الثقات في صحابي هذا الحديث، حيث جعله عن المنيذر، وهو معروف من حديث أبي سعيد الخدري، كذلك؛ فإن الراوي عنه: رشدين بن سعد، وهو: ضعيف، والله أعلم.

° والحاصل من هذا الاختلاف: أن رواية عبد الله بن وهب: هي المحفوظة، وهو أحفظ من روى هذا الحديث، وقد تابعه عليه: ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران، فقال فيه: عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري، وابن لهيعة: ممن يكتب حديثه في المتابعات والشواهد، بينما لم يتابع أبو شريح عبد الرحمن بن شريح، على جعله من حديث أبي علي الجنبي عن أبي سعيد، وقد أخرج مسلم حديث ابن وهب معرضاً عن حديث أبي شريح، كذلك فقد رجح النسائي حديث ابن وهب، وهو الصواب.

ولو صح كلام الطبراني، حين قال: "هكذا روى هذا الحديث أبو شريح عن أبي هانئ عن أبي علي، ورواه الليث بن سعد وعبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي سعيد"؛ فلو ثبت عن الليث أنه تابع ابن وهب على روايته، لكان ذلك مرجحاً قوياً آخر لحديث أبي عبد الرحمن الحبلي على حديث أبي علي الجنبي، لكن

<<  <  ج: ص:  >  >>