للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَلَواتَكَ سَكَنٌ لَّهُم}، وأن هذا معنى مختص به دون غيره، قال ابن العربي في القبس (٣٥٩)، وفي المسالك (٣/ ١٦٨): "والصحيح عندي أن الصلاة مخصوصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -".

وانظر عشرة أوجه يحتج بها القائل بالتخصيص، ذكرها ابن القيم في جلاء الأفهام (٤٦٧ - ٤٦٩). وانظر أيضاً: فتح الباري لابن حجر (٨/ ٥٣٤)، وغيره.

قلت: ومما يدخل في هذا الباب أيضاً: الصلاة على آل محمد، وعلى آل إبراهيم، بعد التشهد [راجع الأحاديث الواردة فيه، وألفاظه: فضل الرحيم الودود (١٠/ ٣٧٣ - ٤٠٧/ ٩٧٦ - ٩٨٢)].

ويدخل فيه أيضاً: صلاة الملائكة على عباده المؤمنين:

فمنه: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: ٤٣].

ومنه: حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه؛ ما لم يحدث، تقول: اللَّهُمَّ اغفر له، اللَّهُمَّ ارحمه" [أخرجه البخاري (٤٤٥ و ٦٥٩)، تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٥/ ٤٠٦/ ٤٦٩)].

ومنه: حديث عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله وملائكته يُصَلُّون على الذين يَصِلُون الصفوف" [تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٧/ ٤٢٤/ ٦٧٦)، وهو حديث حسن].

ومنه: ما رواه حماد بن زيد: حدثنا بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، قال: إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها؛ قال: فذكر من طيب ريحها وذكر المسك، قال: ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض، صلى الله عليكِ، وعلى جسدٍ كنتِ تعمرينه، ... الحديث، وهو حديث مرفوع.

أخرجه مسلم (٢٨٧٢)، والبزار (١٧/ ٢٤/ ٩٥٣٤)، وابن منده في الإيمان (٢/ ٩٦٨/ ١٠٦٩)، وابن حزم في المحلى (١/ ٤٢)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (٣٣). [التحفة (٩/ ٥٠٦/ ١٣٥٦٨)، المسند المصنف (٣١/ ٢٥٨/ ١٤٣١٦)، علل الدارقطني (١١/ ٣٩/ ٢١١٢)، إثبات عذاب القبر (٣٤)].

ومما روي في معارضة ما تقدم:

ما رواه: سفيان الثوري [وعنه: أبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرزاق بن همام، وغيرهما]، ومروان بن معاوية، وحفص بن غياث [وعنه: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وهو: ضعيف]، وسفيان بن عيينة [وعنه: علي بن حرب الطائي]، وهشيم بن بشير، ومحمد بن بشر العبدي [ثقة ثبت، لكن وقع في روايته وهم، وهو التردد بين عكرمة، وسعيد بن جبير، قال اللالكائي في إثره: "ورواه سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وغيرهما، عن عثمان عن عكرمة، وهو الصواب، وذكر سعيد وهم، والله أعلم بالصواب "]، ويونس بن أبي إسحاق، وعبد الرحمن بن زياد [وهم جميعاً ثقات، والأخير

<<  <  ج: ص:  >  >>