سمعت، ومنه ما وجدت في كتاب، فلست أفصل ذا من ذا" [التهذيب (٢/ ١٨٨)].
٤ - ورواه الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام وهو جنب؛ توضأ وضوءه للصلاة.
أخرجه النسائي في الكبرى (٨/ ٢١٠/ ٨٩٩٢)، وأحمد (٦/ ٨٥)، وأبو جعفر ابن البختري في الحادي عشر من حديثه (٢٤) [مجموع مصنفاته (٥٢٠)].
والأوزاعي: قال فيه الجوزجاني: "ربما يهم عن الزهري"، وقال ابن معين: "الأوزاعي في الزهري: ليس بذاك: أخذ كتاب الزهري من الزبيدي"، وقال يعقوب بن شيبة: "الأوزاعي: ثقة ثبت، إلا روايته عن الزهري خاصة فإن فيها شيئًا"، وقال عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي: "ودفع إليَّ الزهري صحيفة، وقال: اروها عني" [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٤)، التهذيب (٢/ ٥٣٨)].
• وحاصل ما تقدم: أن المحفوظ عن الزهري: ما رواه عنه: سفيان بن عيينة، والليث، وابن جريج، وابن أخيه، فقالوا: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. لم يذكروا فيه عروة.
وابن عيينة مقدم في الزهري على جميع من روى عنه هذا الحديث: يونس، والأوزاعي، وصالح: عند جمهور الأئمة، ولم ينفرد بذلك فقد تابعه كما ترى: الليث بن سعد، وابن جريج، وابن أخي الزهري [انظر: شرح العلل (٢/ ٦٧١)].
هذا من جهة المحفوظ في إسناد هذا الحديث.
• وأما من جهة المتن:
فإن زيادة: "وإذا أراد أن يأكل غسل يديه": محفوظة من حديث يونس بن يزيد، كما سبق تقريره، وقد تابعه عليها: صالح بن أبي الأخضر.
فهي زيادة مقبولة؛ صحيحة، وقد قال ابن المبارك وابن مهدي: "يونس بن يزيد: كتابه صحيح".
وصححها الدارقطني والبغوي، وتقدم نقل كلامهما.
• وقد سبق أن قلنا بأن الحديث محفوظ عن أبي سلمة عن عائشة، وعن عروة عن عائشة:
• أما حديث أبي سلمة: فله ثلاث طرق:
الأول: الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. وتقدم.
الثاني: يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينام وهو جنب؟ قالت: نعم، ويتوضأ.
وفي رواية لأحمد: نعم، ويتوضأ وضوءه للصلاة.
أخرجه البخاري (٢٨٦)، وأحمد (٦/ ١٢١ و ١٢٨ و ٢٠٢)، وإسحاق (٢/ ٤٦٨/ ١٠٤١)، والطيالسي (٣/ ٨٩/ ١٥٨٨)، وأبو نعيم الفضل بن دكين في الصلاة (٥١ و ٥٢)،