للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٤٤ - . . . حماد: أخبرنا إسحاق بن عبد اللّه، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة؛ أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أَظَلِمَ، أو أُظلَمَ".

* حديث شاذ، وصوابه: مروي بإسناد ضعيف

وقد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١١٥٤/ ٦٠١) [قد ذكره الدارقطني في العلل (١٠/ ٣٢٥/ ٢٠٣٥)، ولم يقض فيه بشيء، وتصرف النسائي والذهبي يدل على إعلاله، وكذلك عزوف مسلم عن إخراجه].

* قال الأثرم: "سمعت أبا عبد اللَّه سئل عن قول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أعوذ بك من الفقر"، كيف هذا، وفي الفقر ما فيه من الفضل؟ فقال: إنما استعاذ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - من فقر القلب". [سؤالات الأثرم (٢٢)].

قلت: كان الأولى الاعتراض عليه بحديث عائشة السابق، في التعوذ من فتنة الغنى، ومن فتنة الفقر، لا من نفس الغنى؛ فقد كان في الصحابة أغنياء، ولا من نفس الفقر؛ فقد كان أكثر الصحابة فقراء، وتوجيه البيهقيّ للحديث أوجه، بأنه إنما استعاذ من فتنة الفقر دون حال الفقر، ومن فتنة الغنى دون حال الغنى، وأما حديث أبي ذر بأن المراد بالفقر فقر القلب؛ فهو حديث غريب، وفيه شبهة انقطاع:

* رواه الليث بن سعد [ثقة ثبت، حجة إمام فقيه]، وعبد اللّه بن وهب [ثقة حافظ]، وعبد اللّه بن صالح [أبو صالح المصري، كاتب الليث: صدوق، كان كثير الغلط، وكانت فيه غفلة، وقد تفرد في هذا الحديث بذكر السماع بين معاوية بن صالح، وبين عبد الرحمن، ولا يثبت]:

عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فترى قلة المال هو الفقر؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، قال: "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب".

ثم سألني عن رجل من قريش، فقال: "هل تعرف فلانًا؟ "، قلت: نعم يا رسول اللّه، قال: "فكيف تَراه" أو: "تُراه؟ "، قلت: إذا سأل أُعطي، وإذا حضر أُدخل، ثم سألني عن رجل من أهل الصفة، فقال: "هل تعرف فلانًا؟ "، قلت: لا والله، ما أعرفه يا رسول الله، قال: فما زال يحليه، وينعته حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول اللّه، قال: "فكيف تَراه" أو: "تُراه؟ "، قلت: رجل مسكين من أهل الصفة، فقال: "هو خير من طلاع الأرض من الآخر"، قلت: يا رسول الله أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر؟ فقال: "إذا أعطي خيرًا فهو أهله، وإن صرف عنه فقد أعطي حسنة".

<<  <  ج: ص:  >  >>