وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ١٨٣): "ولم يسمعه يحيى بن يعمر من عمار بن ياسر بينهما رجل".
وقبل أن ننظر في ترجيح أحد القولين، هل هو حديث صحيح، أم أن إسناده منقطع؟:
نقول: تابع حماد بن سلمة عليه:
معمر بن راشد، فرواه عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، قال: قدم عمار بن ياسر في سفرة فضمخه أهله بصفرة، قال: ثم جئت فسلمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليك السلام، اذهب فاغتسل"، قال: فذهبت فاغتسلت، ثم رجعت وبي أثره، فقلت: السلام عليكم، فقال: "وعليكم السلام، اذهب فاغتسل، قال: فذهبت فأخذت شقفة، فدلكت بها جلدي، حتى ظننت أني قد أنقيت، ثم أتيته، فقلت: السلام عليكم، فقال: "وعليكم السلام، اجلس" ثم قال: "إن الملائكة لا تحضر جنازة كافر بخير، ولا جنبًا حتى يغتسل، أو يتوضأ وضوءه للصلاة، ولا متضمخًا بصفرة".
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٢٨١/ ١٠٨٧) و (٤/ ٣٢٠/ ٧٩٣٦)، والطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٣٥٣/ ٢٤٥٢).
وقد خالف فيه معمر حمادًا في بعض سياقه في رد السلام وحكم الجنب.
والقول ما قال حماد بن سلمة؛ فإنه أثبت من معمر إلا فيما يرويه عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم.
• ولمعمر فيه إسناد آخر بلفظ آخر، ولعله حديث آخر، وسيأتي ذكره تحت الحديث الآتي برقم (٢٢٦).
• وحان أوان الشروع في بيان وجه الترجيح:
فأقول وبالله التوفيق:
ما أشار إليه أبو داود وابن عبد البر:
رواه ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار: أنه سمع يحيى بن يعمر: يخبر عن رجل، أخبره عن عمار بن ياسر أزعم عمر أن يحيى قد سمى ذلك الرجل ونسيه عمر] أن عمارًا قال: تخلقت خلوقًا فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهرني، وقال: "اذهب يا ابن أم عمار! فاغسل عنك"، فرجعت فغسلت عني، قال: ثم رجعت إليه فانتهرني أيضًا، قال: "ارجع فاغسل عنك"، فذكر ثلاث مرات.
أخرجه أبو داود (٤١٧٧)، وأحمد (٤/ ٣٢٠) واللفظ له، وعبد الرزاق (٣/ ٤١٦/ ٦١٤٥)، والبيهقي (٥/ ٣٦).
ولم يذكره أبو داود بتمامه، ولكن قال: "أن عمارًا قال: تخلقت ... بهذه القصة، والأول أتم بكثير، فيه ذكر الغسل، قال: قلت لعمر: وهم حرم؟ قال: لا، القوم مقيمون".