للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تنبيه: وقع في سنن البيهقي وكذا في تهذيبه للذهبي (٤/ ١٧٧٨): " ... بهذه القصة، والأول أثبت [كذا]، قال: قلت لعمر: وهم حرم؟ قال: لا، القوم مقيمون".

والذي يظهر لي أن هذه اللفظة: "والأول أثبت" قد تصحفت عن قول أبي داود: "والأول أتم"، كما يبدو من السياق، وليس هذا حكم على الحديث من البيهقي كما فهم البعض، والله أعلم.

والحاصل: أن عمر بن عطاء بن أبي الخوار قد خالف عطاء بن أبي مسلم الخراساني في رواية هذا الحديث عن يحيى بن يعمر، فزاد عمر في الأسناد رجلًا بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر، لكنه نسي اسم ذلك الرجل.

ورواية عمر بن عطاء مقدمة على رواية عطاء الخراساني، فمن عمر: ثقة، وعطاء: صدوق يهم، فقد زاد عمر رجلًا في الإسناد لم يحفظه عطاء.

كذلك فإن يحيى بن يعمر: لم يسمع من عمار بن ياسر، قاله ابن أبي عاصم [جامع التحصيل (٢٩٩)، تحفة التحصيل (٣٤٧) وقال الدارقطني: "لم يلق عمارًا، إلا أنه صحيح الحديث عمن لقيه" [التهذيب (٤/ ٤٠١)، إكمال مغلطاي (١٢/ ٣٨٩)]، فلا يمكن القول إذن بأن رواية ابن أبي الخوار من المزيد في متصل الأسانيد.

• وعلى هذا؛ فإن قلنا بأن المحفوظ: ما رواه عمر بن عطاء بن أبي الخوار، فالإسناد ضعيف؛ لأجل الرجل المبهم.

وإن افترضنا صحة رواية عطاء الخراساني فالإسناد أيضًا لا يصح، للانقطاع بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر؛ إذ لم يلقه، ولم يسمع منه، كما قال ابن أبي عاصم والدارقطني.

وعلى هذا فالراجح: قول أبي داود وابن عبد البر، وفات هذا على الترمذي فحكم عليه بالصحة، ولا يصح.

قال ابن رجب في الفتح (١/ ٣٥٢): "وإسناده منقطع؛ فمن يحيى بن يعمر لم يسمع من عمار بن ياسر، قاله ابن معين، وأبو داود، والدارقطني وغيرهم".

قال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ١٨٣): "ورواه الحسن بن أبي الحسن عن عمار أيضًا، ولم يسمع منه".

قلت: رواه سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عمار بن ياسر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ".

أخرجه أبو داود (٤١٨٠)، والبيهقي (٥/ ٣٦).

وزاد البيهقي في إسناده: "عبد الرحمن السراج"، وهو عبد الرحمن بن عبد الله السراج البصري [ثقة]، زاده بين ثور بن زيد الديلي المدني وبين الحسن البصري.

ولا يعرف السراج بالرواية عن الحسن البصري، ولا عنه ثور بن زيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>