للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث مروي من طرق أخرى؛ مما يؤكد أن معاوية بن صالح قد حفظه وضبطه عن شيخه.

ويكفي تصحيح مسلم لهذا الحديث، وصححه أيضًا: ابن خزيمة والحاكم، واحتج به أبو داود والنسائي.

٢ - وروى عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة، قال: سألها رجل: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع صوته من الليل إذا قرأ؟ قالت: ربما رفع، وربما خفض. قال: الحمد لله الذي جعل في الدين سعة.

قال: فهل كان يوتر من أول الليل؟ قالت: نعم، ربما أوتر من أول الليل، وربما أوتر من آخره. قال: الحمد لله الذي جعل في الدين سعة.

قال: فهل كان ينام وهو جنب؟ قالت: ربما اغتسل قبل أن ينام، وربما نام قبل أن يغتسل، ولكنه يتوضأ قبل أن ينام. قال: الحمد لله الذي جعل في الدين سعة.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (١/ ٢٧٩/ ١٠٧٦) و (٢/ ٤٩٤ - ٤٩٥/ ٤٢٠٨). ومن طريقه: أحمد (٦/ ١٦٦ و ١٦٧)، وإسحاق (٣/ ٧٤١ و ٧٤٢/ ١٣٥٠ و ١٣٥١).

لكن عبد الرزاق قال مرة: "عن يحمص بن يعمر، قال: سألت عائشة".

والروايتان عند أحمد وإسحاق.

والذي يظهر لي -والله أعلم- أنه ليس ثمة انقطاع بين عائشة ويحيى بن يعمر، وأنه سمع منها هذا الحديث، وتُحمَل رواية: "سألها رجل" على أنه كنى عن نفسه، ومما يؤكد هذا الاحتمال:

١ - أن عبد الله بن المبارك روى هذا الحديث عن معمر، عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة، قال: قلت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع صوته بالقراءة؟ قالت: ربما رفع، وربما خفض.

وابن المبارك: من أثبت الناس في معمر بن راشد، وروايته هذه تؤكد أن يحيى هو السائل.

أخرجه أحمد (٦/ ١٥٣).

٢ - أن يحيى بن يعمر: سمع عائشة - رضي الله عنها -، وصرح بذلك عند البخاري (٦٦١٩)، وأحمد (٦/ ٦٤ و ١٥٤): في حديث الطاعون، فلا وجه لإعلاله إذن بالانقطاع، بل هو متصل، ولا واسطة بينهما.

وعلى هذا فإن هذا الإسناد: إسناد حسن، رجاله ثقات؛ غير عطاء بن أبي مسلم الخراساني، فإنه: صدوق تكلم في حفظه، والجمهور على توثيقه، قال أبو حاتم إمام أئمة الجرح والتعديل -وهو معروف بتشدده في هذا الباب- قال: "ثقة صدوق"، فسأله ابنه: يحتج به؟ قال: "نعم"، ووثقه أيضا: أحمد، وابن معين، والنسائي، والترمذي، ويعقوب بن شيبة، والدارقطني، والعجلي، وابن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>