سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اتقوا الملاعن الثلاث" قيل: ما الملاعن يا رسول الله؛ قال: "أن يقعد أحدكم في ظل يستظل به، أو في طريق، أو في نقع ماء".
أخرجه أحمد (١/ ٢٩٩)، والسرقسطي في الدلائل (٢٨)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ١٠٨).
وإسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة، ولأجل الرجل المبهم راويه عن ابن عباس.
ويحتمل أن يكون هذا المبهم هو نفسه أبو سعيد الحميري الراوي عن معاذ.
فالنفس لا تطمئن لتعدد مخرج الحديثين، ذلك أن الحديثين مما تفرد بهما أهل مصر، روى حديث معاذ: حيوة بن شريح التجيبي المصري عن أبي سعيد الحميري، وروى حديث ابن عباس: عبد الله بن هبيرة السبئي المصري عمن سمع ابن عباس، وهنا يظهر احتمال كون الراوي عن معاذ وعن ابن عباس واحدًا، لا سيما والحميري: مجهول، فلذا لم يحفظه ابن هبيرة، ولهذا المعنى قال ابن منده في فتح الباب (٣٢١٧): "أبو سعيد الحميري: حدث عن: معاذ بن جبل، روى حديثه: حيوة بن شريح المصري. وقال ابن لهيعة: عن عبد الله بن هبيرة، عمن سمع ابن عباس".
وعلى فلا يكون حديث ابن عباس شاهدًا لحديث معاذ؛ لاتحاد المخرج، والله أعلم.
٢ - حديث ابن عمر:
يرويه الحكم بن مروان: حدثنا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتخلى الرجل تحت شجرةٍ مثمرةٍ، ونهى أن يتخلى الرجل على ضفة نهرٍ جارٍ.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣/ ٤٥٨)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٣٦/ ٢٣٩٢)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٤)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٩٣).
قال العقيلي: "فيه رواية من غير هذا الوجه تقارب هذه الرواية" يعني: في الضعف.
وأخرج الطبراني بهذا الإسناد حديثين ثم قال: "لم يرو هذه الأحاديث عن ميمون إلا فرات، تفرد بها الحكم".
وقال ابن عدي: "ولفرات بن السائب غير ما ذكرت من الحديث، خاصة أحاديثه عن ميمون بن مهران: مناكير".
وقال أبو نعيم بعد أن أخرج ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد: "هذه الأحاديث الثلاثة من مفاريد فرات بن السائب عن ميمون".
قلت: هو حديث باطل، فرات بن السائب: متروك، منكر الحديث، قال الإمام أحمد: "قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يُتَّهم بما يتهم به ذاك".
قلت: يعني: في الكذب والوضع على ميمون [اللسان (٦/ ٣٢٣)، سؤالات الميموني (٣٥٣)، التهذيب (٣/ ٥٦٥)].