للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي بكرة" [تاريخ الدوري (٤/ ٣٢٢) لكنا نقول بأن سماع الحسن من أبي بكرة: ثابت صحيح، أثبته: بهز بن أسد، والبخاري، وعلي بن المديني، ومع المثبت زيادة علم، فقوله مقدم على النافي [انظر: صحيح البخاري (٢٧٠٤)، التاريخ الأوسط (١/ ٩٦)، التاريخ الكبير (٢/ ٥٦)، هدي الساري (٣٦٧)، التعديل والتجريح للباجي (١/ ٣٠٣) و (٢/ ٤٨٦)، المراسيل (١٥٢)، تحفة التحصيل (٦٨)، جامع التحصيل (١٣٥)، نصب الراية (١/ ٩٠)].

وهذه المسألة سبق تحقيق الكلام فيها عند الحديث رقم (٢٧) فلتراجع.

وعلى هذا فإن هذا الإسناد: إسناد بصري صحيح، رجاله أئمة ثقات، ثبت سماع بعضهم من بعض.

قال الزيلعي في نصب الراية (٢/ ٥٩): "قال البيهقي في المعرفة: إسناده صحيح".

***

قال أبو داود: رواه الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: فلما قام في مصلاه، وانتظرْنا أن يكبر، انصرف، ثم قال: "كما أنتم".

يأتي تخريجه برقم (٢٣٥) موصولًا.

والحق أنهما واقعتان منفصلتان، في الأولى: انصرف بعدما أحرم بالصلاة وكبَّر ودخل فيها، وفي الثانية: انصرف بعدما قام في مصلاه قبل أن يكبر.

قال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ١٤٣): "ففي هذا الحديث [يعني: حديث أبي بكرة]، وحديث مالك [ويأتي قريبا]: أنه [- صلى الله عليه وسلم -]، ذكر بعد دخوله في الصلاة، وفي حديث ابن شهاب: أنه ذكر قبل أن يدخل في الصلاة".

وقال ابن حبان في صحيحه (٦/ ٧): "هذان فعلان في موضعين متباينين: خرج - صلى الله عليه وسلم - مرة فكبَّر ثم ذكر أنه جنب، فانصرف فاغتسل، ثم جاء فاستأنف بهم الصلاة، وجاء مرة أخرى فلما وقف ليكبر ذكر أنه جنب قبل أن يكبر، فذهب فاغتسل، ثم رجع فأقام بهم الصلاة، من غير أن يكون بين الخبرين تضاد ولا تهاتر".

***

قال أبو داود: ورواه أيوب، وابن عون، وهشام، عن محمد- مرسلًا- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكبَّر، ثم أومأ بيده إلى القوم أن: اجلسوا، فذهب فاغتسل.

وكذلك رواه مالك، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عطاء بن يسار: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبَّر في صلاة.

أما مرسل ابن سيرين: فلم أجده موصولًا؛ إلا ما رواه الشافعي في الأم (٢/ ٣٢٨ / ٣٢٨)، قال: أخبرنا الثقة، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه، وقال: "إني كنت جنبًا فنسيت".

<<  <  ج: ص:  >  >>