فالمرسل هو المحفوظ، كما قال البيهقي.
وهو مرسل بإسناد بصري صحيح، ومراسيل محمد بن سيرين: من أقوى المراسيل، فإنه لم يكن يأخذ إلا عن ثقة.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٣٠): "وكل من عُرف أنه لا يأخذ إلا عن ثقة: فتدليسه ومرسله مقبول، فمراسل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وإبراهيم النخعي: عندهم صحاح".
يعني: إذا جاء ما يعضدها ويشهد لها، وإلا فالجمهور على عدم الاحتجاج بالمرسل.
• والحاصل: أن مرسل ابن سيرين هذا شاهد لحديث أبي بكرة، كما قال البيهقي.
• وأما حديث مالك الذي علقه أبو داود:
فقد رواه مالك في الموطأ [(١/ ٩٣/ ١٢١ - رواية يحيى بن يحيى الليثي)، (٧١ - رواية القعنبي) (١٣٣ - رواية أبي مصعب الزهري)]، عن إسماعيل بن أبي حكيم: أن عطاء بن يسار أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبَّر في صلاة من الصلوات، ثم أشار إليهم بيده أن: امكثوا، فذهب، ثم رجع، وعلى جلده أثر الماء.
رواه عن مالك: الشافعي في الأم (٢/ ٣٢٧ و ٣٥١/ ٣٢٦ و ٣٦٠) و (٨/ ٤٠١/ ٣٢٩١)، وهو في مسند الشافعي (٥٧)، ومن طريق الشافعي: أخرجه البيهقي (٢/ ٣٩٧)، ومن طريق أبي مصعب الزهري: أخرجه البغوي في شرح السُّنَّة (٢/ ٤١٤/ ٨٥٥).
وهذا مرسل بإسناد مدني صحيح، وعطاء بن يسار: من كبار التابعين.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ١٤١): "وهذا منقطع، وقد روي متصلًا مسندًا، من حديث أبي هريرة وحديث أبي بكرة"، وقال نحوه في الاستذكار (١/ ٢٨١).
وقال البغوي: "هكذا رواه مالك مرسلًا، وروي موصولًا عن أبي هريرة، وأبي بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
أما حديث أبي بكرة فهو: حديث صحيح، وتقدم.
وأما حديث أبي هريرة: فسيأتي قريبًا.
***
قال أبو داود: وكذلك حدثناه مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبان، عن يحيى، عن الربيع بن محمد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كبَّر.
• مرسل بإسناد حسن، وهو شاهد لحديث أبي بكرة
وهذا الإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الربيع بن محمد، قال في التقريب (١٩٤): "تابعي، أرسل حديثًا، مجهول".
ومما يقوي أمر الربيع هذا أن الراوي عنه: وهو يحيى بن أبي كثير: لا يحدث إلا عن