الحديث (١٠٨)]، والنسائي [سؤالات السلمي (٤٤٢)، الميزان (١/ ٤٦٠)]، وابن حبان [الثقات (٤/ ١٢٣)، مشاهير علماء الأمصار (٦٤٢)، المجروحين (١/ ٨٠ و ٨١)]، والحاكم [المعرفة (١٠٨ و ١١١)]، وابن حزم [الإحكام في أصول الأحكام (١/ ١٤١ - ١٤٢)]، وابن دقيق العيد [الاقتراح (٢١٣)]، والذهبي [أهل التدليس، شرحه التأسيس (٢٣)]، والعلائي [جامع التحصيل (١٠٥)]، وسبط ابن العجمي [التبيين (٧٢)]، وابن حجر [تعريف أهل التقديس (٤٠)].
وهؤلاء منهم من وصفه بالتدليس لروايته عن معاصرين لم يلقهم ولم يسمع منهم: كخلف بن سالم وابن حبان والحاكم.
ومنهم من ذكره في طبقة من احتمل الأئمة تدليسه فتقبل عنعنته مطلقًا: كابن حزم وابن حجر.
وأما العلائي فذكره في طبقة من اختلف في قبول عنعنته، ولا سلف له.
والبقية ذكروه في عموم الموصوفين بالتدليس، ولا يلزم منه رد عنعنته مطلقًا فإنهم -في وصف الحسن بالتدليس- تبع لمن تقدمهم، وهم على كونه ممن يروي عن المعاصر ولم يلقه، لا ممن يروي عمن سمع ما لم يسمع.
فإن قيل: فالنسائي ذكره في المدلسين، وعددهم سبعة عشر راويًا، أفلا يعد ذلك دليلًا على أنه اقتصر على كبار المدلسين الذين ترد عنعنتهم؟
فيقال: إن مقبولي العنعنة منهم: عشرة، ممن ذكرهم ابن حجر في الطبقة الثانية، فذِكْر الحسن فيهم ليس دليلًا على رد عنعنته، بل هو من قبيل المعاصر الذي يروي عمن لم يلقه.
ثم إن الموصوفين بالتدليس ليسوا في طبقة واحدة بل هم على مراتب، وإنما ترد عنعنة من غلب عليه التدليس وثبت أنه دلس، كما أن من أنواع التدليس ما لا تقدح العنعنة في رواية الراوي؛ مثل تدليس الشيوخ، أو تدليس التأويل في صيغ الأداء.
• ومن الأئمة الدين قبلوا عنعنة الحسن أو صححوا له:
١ - ابن سعد:
إذ يقول في الطبقات (٧/ ١٥٧ - ١٥٨): "ما أسند من حديثه، وروى عمن سمعه منه: فحسن حجة، وما أرسل من الحديث فليس بحجة".
٢ - البخاري:
وهذا البخاري إمام أهل الصنعة يخرج له حديثًا قد ثبت له فيه سماعه من أبي بكرة: قال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر ... ويقول: "إن ابني هذا سيد ... " الحديث (٢٧٠٤ و ٣٦٢٩ و ٣٧٤٦ و ٧١٠٩).
قال البخاري: "قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث".