• قوله:"مُصَرَّاةً": اسمُ [مفعول] منَ التَّصْريَة كمُزَكَّاةٍ من التَّزْكِيَة، والتَّصْريَةُ: جمعُ اللَّبَن في الضَّرْع يَومَيْن أو ثلاثةً حَتَّى يَعْظُمَ، فيَظُنَّ المشتري أنَّها كثيرة اللَّبَن. والمُصَرَّاة: هي النَّاقةُ، أو الشَّاة المفعولُ بِها ذلك.
• وقوله:"صَاعًا مِنْ تَمْر": أريدَ به صاع مِمَّا هو غالبُ عيشِ أهلِ البَلدِ، وخَصَّ التَّمر؛ لأنَّه كان يومئذٍ غالبُ عيشِ أهلِ المدِينةِ. وأخَذَ بظاهر هذَا الحديثِ [غالبُ أهلِ العِلْم، وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: إنَّ لبنَ التَّصْريَةِ](١) اخْتَلط باللَّبن الطَّاري في مِلْكِ المُشْتري فلم يَتَهَيَّأ تَقويمُ ما للبَائع منه؛ لأنَّه ما لا يُعْرف غير ممكن [تَقويمُه]، فحَكَم صلى الله تعالى عليه وسلَّم بصاعٍ من تَمَر قطعًا للنِّزاع.
(١) أثبتنا هذه العبارة من حاشية السندي على سنن أبي داود المسمى بـ "فتح الودود": ٣/ ٥٥٩.