للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ مَا جَاءَ فِي كرَاهِيَةِ أَنْ يَقُولَ عَلَيْكَ السَّلَامُ مُبْتَدِئًا

١٦٦٩ - (٢٧٢١) - (٥/ ٧١ - ٧٢) حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهُجَيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: طَلَبْتُ النَّبِيَّ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ فَجَلَسْتُ، فَإِذَا نَفَرٌ هُوَ فِيهِمْ وَلا أَعْرِفُهُ وَهُوَ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ مَعَهُ بَعْضُهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ اللهِ! عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللهِ! عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "إِنَّ عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّةُ المَيِّتِ، إِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الميِّتِ" ثَلَاثًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: "إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ أَخَاه المُسْلِمَ فَلْيَقُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ"، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ قَالَ: "وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ".

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحَدِيثَ أَبُو غِفَارٍ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْن سُلَيْمٍ الهُجَيْمِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ فَذَكَرَ الحَدِيثَ. وَأَبُو تَمِيمَةَ اسْمُهُ: طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ.

• قوله: "عَلَيْكَ … " إلخ، كأنَّه كان مشتَاقًا إليه فقدَّم ذكرَه لكن لمَّا كان تقدِيمُ السَّلام بِنِيَّةِ التأنُّس بخلاف تقديم "عَلَيْكَ"، بل قد يُفيِد التَّوحُش؛ لأنَّ "عَلَى" تَجِيءُ للضَّرَر كثيرًا، لا يناسبُ الأحياء به بخلافِ الأمْوَات فإنَّهم لا يَلْحَقُهم الوَحْشةُ، فلو قُدِّمَ "عَلَيْكَ" معهم لكانَ صحيحًا مفيدًا للمطلوب من غير ضَرَرٍ، ولعلَّ هذا معنى تَحِيَّةِ الموتى. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>