للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ مَا جَاءَ في الدَّجَّالِ

١٤٥٦ - (٢٢٣٤) - (٤/ ٥٠٧) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْن الجَرَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَ الدَّجَّالَ قَوْمَهُ وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ" فَوَصَفَهُ لنَا رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: "لَعَلَّهُ سَيُدْرِكهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كَلَامِي"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! فَكَيْفَ قُلُوُبنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "مِثْلُهَا، - يَعْني اليَوْمَ - أَوْ خَيْرٌ".

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: وفي البَابِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن بُسْرٍ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ الحَرِثِ بْنِ جُزَيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ بْن مُغَفَّلٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْن الجَرَّاحِ.

• قوله: "بَعْدَ نُوحٍ": لعلَّ إنذارَ مَنْ بعد نوحٍ أشدُّ وأكثر من إنذارِ نوحٍ، فلذا قيل بعدَ نوحٍ، وعلى هذا معنى قوله: "قَدْ أنْذَرَ"، أي: يُبالغ في الإنذارِ فلا يُشْكل ما سيجيءُ في الحديثِ الآتي، وَلَقَدْ أنْذَرَ نُوْحٌ - والله أعلم - وكان إنذارُهم تعظيمًا لفِتْنَتِه وتقريبًا لها، وبيانٌ منهم أن وقتَها غيرُ معلومٍ عندَهم بالتَّعيين، وعليه يُحْملُ قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "ولَعَلَّهُ سَيُدْرِكهُ. . ." إلخ، على أن قولَه: "أَوْ سَمِعَ كَلَامِي": يمكنُ حملُه على سماعِه أعَمُّ من أن يكونَ بلا واسطةٍ أو بواسطةٍ، فيكونُ المرادُ بقاءُ كلامِه صلى الله تعالى عليه وسلَّم إلى حين ظهورِ الدَّجَّال. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>