• قوله:"بَعْدَ نُوحٍ": لعلَّ إنذارَ مَنْ بعد نوحٍ أشدُّ وأكثر من إنذارِ نوحٍ، فلذا قيل بعدَ نوحٍ، وعلى هذا معنى قوله:"قَدْ أنْذَرَ"، أي: يُبالغ في الإنذارِ فلا يُشْكل ما سيجيءُ في الحديثِ الآتي، وَلَقَدْ أنْذَرَ نُوْحٌ - والله أعلم - وكان إنذارُهم تعظيمًا لفِتْنَتِه وتقريبًا لها، وبيانٌ منهم أن وقتَها غيرُ معلومٍ عندَهم بالتَّعيين، وعليه يُحْملُ قوله صلى الله تعالى عليه وسلم:"ولَعَلَّهُ سَيُدْرِكهُ. . ." إلخ، على أن قولَه:"أَوْ سَمِعَ كَلَامِي": يمكنُ حملُه على سماعِه أعَمُّ من أن يكونَ بلا واسطةٍ أو بواسطةٍ، فيكونُ المرادُ بقاءُ كلامِه صلى الله تعالى عليه وسلَّم إلى حين ظهورِ الدَّجَّال. والله تعالى أعلم.