• وقوله:"يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ": قال الطِّيبي: كلُّ ما يتَحَلَّى به أحدٌ من عِلْمٍ وعمَلٍ فله عندَ اللهِ منزلةٌ لَا يُشارِكُه فيها غيرُه وإن كانْ له من نَوعٍ آخر ما هو أرفعُ مقدارًا، فيَغْبطُه بأنْ يكونَ له مثلُه مضمومًا إلى مَا لَه، والأنبياءُ قدِ اسْتَغْرَقُوا فيما هو أعلى منه من دعوةِ الحَقِّ وإرشادِهم، واشْتغلُوْا به من العُكوفِ على مثلِ هذه الجُزئيَّاتِ والقِيام بحُقُوقِها، فإذا رأوهم يومَ القيامةِ في مَنازِلهم ودُّوا لو كانوا ضَامِّين خِصَالَهم إلى خِصَالِهم (١). ويمكن حَمْلُ الغِبْطةِ على الاسْتِحْسَان، وقيل: إنَّه على تقدير، أي: لو كان للفَريْقَيْن غِبطةً لكانَ على هؤلاء.