للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ [مَا جَاءَ] لا يَزْنِي [الزَّانِي] وَهُوَ مُؤْمِنٌ

١٦٢٩ - (٢٦٢٥) - (٥/ ١٥ - ١٦) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا عُبَيدَة بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : "لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَكِنَّ التَّوْبَةَ مَعْرُوضَةٌ".

وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْن أَبِي أَوْفَى، قَالَ أبُوْ عِيْسَى: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَريِبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبيِّ ، قَالَ: "إذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ فَكَانَ فَوْقَ رَأسِهِ كَالظُّلَّةِ، فإِذا خَرَجَ مِنْ ذلِكَ العَمَلِ عَادَ إِلَيْهِ الإِيمَانُ"، وَقدْ رُوِيَ عَنْ أبي جَعْفرِ مُحَمّدِ بْن عَلِيٍّ، أَنَّهُ قال فِي هَذا: خَرَجَ مِنَ الإِيمَانِ إِلى الإِسْلَامِ، وَقَد رُوِيَ مِنْ غيْرِ وَجْهٍ عَنِ النّبِيِّ أَنَّهُ قال فِي الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ: "مَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ فَهُوَ كَفَّارَة ذَنْبِهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتر اللهُ عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ"، رَوَى ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ، وَعُبَادَة بْنُ الصَّامِتِ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَن النَّبِيِّ .

• قوله: "وَهُوَ مُؤْمِنٌ": هذا وأمثالُه حمَله العلماءُ على التَّغليظِ أو على كمالِ الإيمانِ. وقيل: المرادُ بالإيمانِ الحَياءُ لكونِه شعبةٌ من الإيمانِ، فالمعنى لا يزنِي الزَّاني وهو مستحي من اللهِ. وقيل: المرادُ للمُؤمن هو ذو الأمْن من العذَاب. وقيل: النَّفْي بمعنى النَّهْي، أي: لا يَنْبغيْ للزَّانِي أنْ يزنِيَ والحالُ أنَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>