للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ مَا جَاءَ فِي الطِّيَرَةِ

١١١٥ - (١٦١٤) - (٤/ ١٦٠ - ١٦١) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : "الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ، وَمَا مِنَّا وَلَكِنَّ الله يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ".

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: وفي البَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَابِسٍ التَّمِيمِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَسَعْدٍ. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ لا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْن كُهَيْلٍ، وَرَوَى شُعْبَةُ أيضًا عَنْ سَلَمَةَ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ يَقُولُ فِي هَذَا الحَدِيثِ: "وَمَا مِنَّا وَلَكِنَّ الله يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ"، قَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا عِنْدِي قَوْلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: "وَمَا مِنَّا".

"الطِّيَرَةُ": هي - بكَسْر، وفتح ياءٍ وقد تُسْكَن -: التَّشَاؤم بالشَّيء، وأصْلُه أنَّهم كانُوا في الجَاهِلِيَّةِ إذَا خَرَجُوا لحَاجَةٍ فإنْ رأوا الطَّيْر طَارَ عن يَمِيْنِهم فَرِحُوا واسْتَمرُّوْا، وإن رأوا طَار عن يَسَارِهم تَشاءَمُوْا به ورَجَعُوْا، وربما هيَّجُوْا الطَّير ليَطيرَ فيَعْتَمِدُوْن [على] ذلك، فكَان يَصُدُّهُم ذلك عن مَقَاصِدهم فنَفَاه الشَّرعُ وأبْطَله ونَهَى عنه، وأخبَر أنَّه لا تَأثيرَ له في جَلْب نَفْعٍ أو دَفْع ضَرَرٍ، وأنَّ اعْتِقَادَ تأثيرِه شِركٌ؛ لأنَّه اعتقادُ أن لغيره تأثيرًا في الإيْجَادِ.

• وقوله: "وَمَا مِنَّا": أحدٌ يَخْلُو عن اعْتِراء شَيءٍ ما منه في أوَّل الأمْر قبلَ التَّأمُّلِ.

• وقوله: "وَلَكِنَّ الله يُذْهِبُ بِالتَّوَكُّلِ": أنَّه إذا تَوَكَّل على اللهِ ومَضَى

<<  <  ج: ص:  >  >>