للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بَابُ مَا جَاءَ فِي عَلَامَةِ الدَّجَّال]

١٤٥٧ - (٢٢٣٥) - (٤/ ٥٠٨) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: "إِنِّي لأُنْذِرُكمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ وَلَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلهُ نَبِيٌّ لِقوْمِهِ: تَعْلمُونَ أَنَّهُ أعْوَرُ وَإِنَّ الله ليْسَ بِأعْوَرَ".

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَه بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ يَوْمَئِذٍ لِلنَّاسِ وَهُوَ يُحَذِّرُهُمْ فِتنَتَهُ: "تَعْلمُونَ أَنَّهُ لنْ يَرَى أحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتى يَمُوتَ وَإِنَّهُ مَكتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ "ك، ف، ر" يَقْرَأُه مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ". قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

• قوله: "إنَّهُ أَعْوَرُ": قال القاضي: إشارةٌ إلى أنَّه يدَّعي الرُّبُوبِيَّة وهو ناقصُ الخِلْقةِ، والإلهُ يتعالى عن النَّقْص فهو لا يقدرُ على إزَاحَةِ آفةِ نفسِه فكيف يدَّعي أنَّه يَرْزُق الخَلْقَ ويُحْيِيهم، فقد عارَض الدَّليلُ الفِتْنةَ فثبتَ أنَّها بلاءٌ من اللهِ ومِحْنَتُه. انتهى (١).

• قوله: "إنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ": إشارةٌ إلى إبطالِ قوله: "أنَا رَبُّكُمْ" بوجهٍ آخر، وفيه دليلٌ على أن مَنْ يدَّعِي رؤيةَ الرَّبِّ تعالى بالعَيْن في الدُّنيا فهو


(١) راجع: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي: ٩/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>