• قوله:"لَدَّهُ أَصْحَابُهُ": سبُبه أنَّه صلى الله تعالى عليه وسلَّم أغْمِيَ عليه فظنُّوا أنَّ وَجْعَه ذاتُ الجنب فلدُّوه، فجعل يُشِيرُ إليهم أنْ لا يَلُدُّوْه، فقالوا: كراهيةُ المريضِ للدَّواء، فلمَّا أفاقَ قال:"ألَمْ أنْهَكُمْ أنْ تَلُدُّوْنِي؟ "(١) فقالوا: ظنَنَّا كراهيةَ المريض للدَّواء فأمرَهم أن يُلَدُّوْا، والعبَّاسُ لم يكن حاضرًا حينئذٍ فلذا اسْتَثْنَي.
قيل: أمرَ بذلك اقتصاصًا وتعقَّب بأنَّ الجميعَ لم يَتَعاطَوْا ذلك، وإنَّما فعل بِهم عقوبةً لهم لتَرْكِهم امتثالَ نَهْيه وتأديبًا لهم لئلا يعودوا لمِثْلِه، ولم يكن اقتصاصًا منه لنَفْسِه وانتقامًا حتى يُنَافِي ما ورد أنَّه "كَانَ لا ينْتَقِمُ لِنَفْسِهِ بَلْ يَعْفُوْ".
(١) راجع: صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب: مرض النبي ﷺ ووفاته، ح: ٤٤٥٨.