للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَاب [مَا جَاءَ] فِي الذَّبْحِ بَعْدَ الصَّلَاةِ

١٠٤٥ - (١٥٠٨) - (٤/ ٩٣ - ٩٤) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْن حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمِ عَنْ دَاوُدَ بْن أَبي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ البَرَّاءِ بْن عَازِبٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ فِي يَوْمِ نَحْرٍ، فَقَالَ: "لا يَذْبَحَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُصَلِّيَ"، قَالَ: فَقَامَ خَالِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذَا يَوْمٌ اللَّحْمُ فِيهِ مَكْرُوهٌ، وَإِنِّي عَجَّلْتُ نُسُكِي لِأُطْعِمَ أَهْلِي وَأَهْلَ دَارِي أَوْ جِيرَانِي، قَالَ: "فَأَعِدْ ذَبْحًا آخَرَ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! عِنْدِي عَنَاقُ لَبَنٍ وَهِيَ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، أَفَأَذْبَحُهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَهِيَ خَيْرُ نَسِيكَتَيْكَ، وَلا تُجْزِئُ جَذَعَةٌ بَعْدَكَ".

قَالَ: وفي البَابِ عَنْ جَابِرٍ، وَجُنْدَبٍ، وَأَنسٍ، وَعُوَيْمرِ بْن أَشْعَرَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي زَيْدٍ الانصَارِيِّ. قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكثَرِ أَهْلِ العِلْمِ: أَنْ لا يُضَحَّى بِالمِصْرِ حَتَّى يُصَلِّيَ الإِمَامُ. وَقَدْ رَخَّصَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ لِأهْلِ القُرَى فِي الذَّبْحِ إِذَا طَلَعَ الفَجْرُ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ المُبَارَكِ. قَالَ أبُوْ عِيْسَى: وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ: أَنْ لا يُجْزِئَ الجَذَعُ مِنَ المَعْزِ، وَقَالُوا: إِنَّمَا يُجْزِئُ الجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ.

• قوله: "اللَّحْمُ فِيهِ مَكْرُوهٌ": قال النَّووي: قال الحَافظُ أبو موسى الأصْبهانيُّ معناه هذا يومٌ طَلبُ اللَّحم فيه شَاقٌّ وهذا أحسن (١).

• وقوله: "عَنَاقُ لَبَنٍ": هو - بفتح المُهملة - مُضَافٌ إلى اللَّبَن، ومعناه صغيرةٌ قريبةٌ مِمَّا تُرْضِع وهي الأَنْثى من أولادِ المَعْز دونَ السَّنَة قال النووي (٢).


(١) راجع: صحيح مسلم بشرح النووي: ١٣/ ١١٣.
(٢) راجع: المصدر السابق: ١٣/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>