للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَاب الشُّهَدَاءِ

١١٣٢ - (١٦٤١) - (٤/ ١٧٦) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَر، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْن دِينَارٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْن مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: "إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الجَنَّةِ أَوْ شَجَرِ الجَنَّةِ". قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

• قوله: "فِي طَيْرٍ"، أي: في صُوَرِ طَيْرًا خُضَرٍ كما في بَعْض الرَّوَاياتِ، أي: تَتَشَكَّلُ الأرْواحُ وتَتَمَثَّل بأمْر اللهِ طَيْرًا خَضْراء كتَمَثُّل المَلَك بَشَرًا، أو في أجْوَاف طَيْر خُضَر كما في رِوَاياتٍ أخَر. قال السُّيوطيُّ: إذا فسَّرْنَا الحديثَ بأنَّ الرُّوحَ تَتَشَكَّل طَيرًا، فالأشْبَه أن ذلك في القُدْرةِ على الطَّيرَانِ فقطُّ لا في صُوْرةِ الخِلْقةِ، لأنَّ شَكْلَ الإنْسَانِ أفْضَلُ الأشْكالِ. انتهى (١).

قلتُ: هذا إذا كانَ الرُّوحُ الإنْسَانِيُّ له شكلٌ في نَفْسِه ويكونُ على شكلِ الإنْسَانِ، وأمَّا إذا كانَ في نَفْسِه لا شكلَ له بل يكونُ مُجَرَّدًا، وأرادَ اللهُ أن يَتشَكَّلَ ذلك المُجَرَّدُ لحِكْمَةٍ ما، فلا يَبْعُد أن يَتَشَكَّلَ من أوَّلِ الأمْر على تَشَكُّلِ الطَّيْرِ والله تعالى أعلم.

وعلى الثَّاني فقد أوْرَدَ عليه الشَّيخُ عَلَم الدِّين العَراقِي: أنَّه لا يَخْلُو إمَّا أنْ يَحْصُلَ للطَيْر الحَياةُ بتلك الأرْوَاحِ أوْ لَا، والأوَّل: عينُ ما تَقُولُه التَّنَاسُخِيَّةُ، والثَّاني مُجَرَّدُ حَبْسٍ للأرْوَاح وتَسَجُّنٍ.


(١) راجع: مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود للسيوطي: ٢/ ٦٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>