للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابٌ فِي التَّحْرِيقِ وَالتَّخْرِيبِ

١٠٧٤ - (١٥٥٢) - (٤/ ١٢٢) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهِيَ البُوَيْرَة، فَأَنْزَلَ اللهُ ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ (١).

وَفِي البَاب عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ ذَهَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ إِلَى هَذَا، وَلَمْ يَرَوْا بَأْسًا بِقَطْعِ الأشْجَارِ وَتَخْرِيبِ الحُصُونِ. وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ، وَهُوَ قَول الأوْزَاعِيِّ، قَالَ الأوْزَاعِيُّ: وَنَهَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَنْ يَقْطَعَ شَجَرًا مُثْمِرًا، أَوْ يُخَرِّبَ عَامِرًا، وَعَمِلَ بِذَلِكَ المُسْلِمُونَ بَعْدَه.

وقَالَ الشَّافِعِيُّ: لا بَأْسَ بِالتَّحْرِيقِ فِي أَرْضِ العَدُوِّ وَقَطع الأشْجَارِ وَالثِّمَارِ.

وقَالَ أَحْمَدُ: وَقَدْ تَكُونُ فِي مَوَاضِعَ لا يَجِدُونَ مِنْهُ بُدًّا، فَأَمَّا بِالعَبَثِ فَلا تُحَرَّقْ، وقَالَ إِسْحَاقُ: التَّحْرِيقُ سُنَّة إِذَا كَانَ أَنْكَى فِيهِمْ.

• قوله: "بَنِي النَّضيرِ": هو كأمِيْر.

"والبُوَيْرَةُ": - بضم، ففتح - مَوْضِعٌ كانَ به نَخْلُ بني النَّضِير، فأنزلَ اللهُ تعالى وذلك أنَّه حين قُطِع نادَوْه: يا مُحَمَّد! قد كنتَ تَنْهَى عن الفَسَاد وتَعِيْبُه على من صَنَعَه فمَا بالُك تَقْطَع النَّخْلَ وتُحرِّقها؟ قال السُّهيليُّ: قال أهلُ التَّأويل وَقَع في نُفُوْس بعض المُسلمين من هذا الكَلام شَيءٌ حتى أنزلَ اللهُ تعالى: ﴿مَا


(١) سورة الحشر: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>