للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بَابٌ: وَمِنْ] سُورَة الرَّحْمَنِ

١٨٣٧ - (٣٢٩١) - (٥/ ٣٩٩ - ٤٠٠) بِسْمِ اللّهِ الْرَّحْمنِ الْرَّحِيْمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو مُسْلِمٍ الْسَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا الوَليدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا، فَقَالَ: "لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الجِنِّ لَيْلَةَ الجنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلهِ: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ (١) قَالُوا: لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمْدُ".

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الوَلِيدِ بْن مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْن مُحَمَّدٍ. قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: كَأَنَّ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الَّذِي وَقَعَ بِالشَّامِ لَيْسَ هُوَ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ بِالعِرَاقِ كَأَنَّهُ رَجُلٌ آخَرُ قَلَبُوا اسْمَهُ، يَعْنِي: لِمَا يَرْوُونَ عَنهُ مِنَ المَنَاكِيرِ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيَّ، يَقُولُ: أَهْلُ الشَّامِ يَرْوُون عَنْ زُهَيْرِ بْن مُحَمَّدٍ مَنَايرَ، وَأَهْلُ العِرَاقِ يَرْوُونَ عَنْهُ أَحَادِيثَ مُقَارِبَةً.

• قوله: "مَرْدُودًا"، أي: جوابًا؛ لأنَّ الجَوابَ هو الذي يرُدُّه المجيبُ. والظَّاهر أنَّه أعْجَبه صلى الله تعالى عليه وسلَّم جوابَ الجِنِّ على سُكُوْتِ الصَّحابةِ المُشْتَمِلِ على عدَم التَّكْذيبِ قَلْبًا، وأنَّه وإنْ كانَ جوابًا بالقَلْب لكنَّ جَمْعَ اللِّسانِ بالقَلْب في مثل هذَا المَوْضِع أتَمُّ. والله تعالى أعلم بالصَّواب.


(١) الرحمن: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>