للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ مَا جَاءَ في كَرَاهِيَةِ الجمْعِ بَيْنَ اسْمِ النَّبِىِّ وَكُنْيَتِهِ

١٧٠٨ - (٢٨٤١) - (٥/ ١٣٥ - ١٣١) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ نَهَى أَنْ يَجْمَعَ أَحَدٌ بَيْنَ اسْمِهِ وَكُنْيَتِهِ، وَيُسَمِّيَ مُحَمَّدًا أَبَا القَاسِمِ.

وَفِي البَابٍ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ كَرِهَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ أَنْ يَجْمَعَ الرَّجُلُ بَيْنَ اسْمِ النَّبِيِّ وَكُنْيَتِهِ وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ، رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا فِي السُّوقِ يُنَادِي يَا أَبَا القَاسِمِ، فَالتَفَتَ النَّبِيُّ ، فَقَالَ: لَمْ أَعْنِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ : "لَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي". حَدَّثَنَا بذَلِكَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ بِهَذَا. وفي هَذَا الحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى كَرَاهِيَةِ أَنْ يُكْنَى أَبَا القَاسِمِ.

• قوله: "لَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي": يعنى أنَّ الاسمَ لا يُوْجِب الالتباسَ؛ لأنَّهم نُهوا عن ندائه بالاسم قال اللّه تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ (١) وللتَّعليم الفِعْليِّ من اللهِ تعالى لعِبادِه حيثُ لم يُخاطِبْه في كلامِه إلا مثل: "يا أيُّهَا النَّبِيُّ"، وأمَّا الكُنيةُ فالمنادَاةُ بِها جارِ فالاشتراكُ يُوْجِب الالتباسَ ويترتَّب عليه التأذِّي، وعلى هذا ينبغي أنْ يُحمَل أحاديثُ منع الجَمْع على المَنعْ عن التَّكْنِيَةِ أيضًا، ثم العِلَّةُ تَقْتضِي المنعَ في زَمانِه صلى الله تعالى عليه وسلم. والله تعالى أعلم.


(١) النور:٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>