• قوله:"الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ": المرادُ بالدُّنيا كلُّ ما يشغل عن اللّهِ تعالى ويُبْعِدُ عنه، ولعنه: بُعْدُه عن نظر اللهِ تعالى والقَبول عنده. والاستثناءُ في قوله:"إلَّا ذِكْرُ اللّهِ" منقطعٌ، ويحتمل أنْ يُرادَ به العالَم السّفلي وكلُّ ما له نصيبٌ في القبول عنده تعالى قدِ اسْتُثْني بقوله:"إلا ذكر الله … " إلخ، والاستثناء متِّصلٌ.
وفي "المجمع"(١) قول: "وَمَا وَالَاهُ": المُوالاة المُحَبَّةُ؛ أي: إلا ذكرُ اللّهِ وما أحبَّه اللّهُ ممَّا يجري في الدُّنيا. وقيل: من المُوالاة بمعنى المُتَابَعة. قلتُ: فالمعنى وما يجري على مُوَافَقة أمره تعالى ونَهيه. ويجوزُ أدنْ يُراد بما يوالي ذكرَ الله: طاعَتُه، واتِّباعُ أمره، واجتنابُ نَهيه؛ لأنَّ ذكرَ الله يقتضيه.