للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• قوله: "مِنَ الأَنْصَارِ": وفي روايةٍ: "قَدْ شَهِدَ بَدْرًا" (١) وهذا دليل على أنَّه كان مُؤمِنًا لا منافقًا كما قيل، إذ اسمُ الأنصارِ لم يَتَعَارَفْ بينَ السَّلَف في أهل النِّفاق، فإنَّه صفةُ مدحٍ سِيَّما أهل بدرٍ.

• و "الشِرَاجِ": بكسر الشِّين المُعجمة وآخرُه جيمٌ، جمع شَرْجَةٍ - بفتح، فسكون - وهي مسائلُ الماءِ بالحَرَّة: وهي الأرضُ ذاتُ الحِجَارة السُّوْد.

• وقوله: "سَرِّحِ المَاءَ": من التَّسريح، أي: أرْسِلْه.

• وقوله: "اسْقِ": قيل: بفتح الهمزة أو كسرها.

• وقوله: "أَنْ كانَ": بفتحِ الهَمزةِ على أنَّها حرفٌ مَصْدَرِيٌّ، أي: حكمتَ به لكونِه ابنَ عَمَّتِك، ورُوِيَ بالكسر على أنَّه مُخَفَّفُ "إنَّ"، والجملةُ استينافٌ في موضع التَّعليلِ.

• قوله: "فَتَلَوَّنَ"، أي تغيَّر وظَهَر فيه أثرُ الغَضَب مِمَّا سَمِع منه.

• وقوله: "إِلَى الجَدْرِ": - بفتح الجيم وكسرها، وسكون الدَّال المُهملة - وهو الجِدار، قيل: المرادُ به ما رُفِع حولَ المَزْوعة كالجِدار، وقيل: أصولُ الشَّجر، والأقربُ أن المرادَ به جدارُ الحائطِ.

أمَرَه صلى الله تعالى عليه وسلَّم بالإيثَار والمُسَامَحةِ بأنْ يَسْقِى شيئًا يَسيرًا ثُمَّ يُرْسِله إلى جارِه، فلمَّا قال الأنصاريُّ ما قال وجَهِل موضعَ حَقِّه أمَرَه بأنْ يأخذَ تَمامَ حَقِّه وَيسْتَوْفِيَه فإنَّه أصلحُ له وفي الزَّجْر أبلغُ، وقولُ الأنصاريِّ ما قال زَلَّةٌ منَ الشَّيطانِ بالغَضَب. والله تعالى أعلم.


(١) راجع: صحيح البخاري، كتاب الصلح، باب: إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حَكَم عليه بالحُكْم البَيِّن، ح: ٢٧٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>