للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٦١ - (١٥٣٥) - (٤/ ١١٠ - ١١١) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأحْمَرُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعْدِ بْن عُبَيْدَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لا وَالكَعْبَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لا يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللهِ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ".

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَفُسِّرَ هَذَا الحَدِيثُ عِنْدَ بَعْض أَهْل العِلْمِ أنّ قوْلهُ: "فقد كفرَ أوْ أشرَك" عَلى التَّغلِيظِ، وَالحُجَّةُ فِي ذلِكَ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبيَّ سَمِعَ عُمَرَ يَقُولُ: وَأَبي وَأَبي، فَقَالَ: "أَلا إنَّ الله يَنْهَاكُمْ أنْ تَحْلِفوا بِآبَائِكُمْ"، وَحَدِيث أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ فِي حَلفِهِ وَاللَّاتِ، وَالعُزَّى فَلْيَقُلْ: لا إلَهَ إلَا اللهُ". قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا مِثْل مَا رُوِيَ عَنِ النّبِيِّ أَنَّهُ قال: "إِنّ الرِّيَاءَ شِرْكٌ". وَقد فسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾ الآيَه (١)، قَالَ: لا يُرَائِي.

• قوله: "أَوْ أَشْرَكَ": على التَّغْليظِ، وحَمَله بعضُهم على شِرْكِ الأعْمَالِ وكُفْرِها لا على شِرْكِ الاعْتِقَادِ وكُفْرِه، أي: فَعَلَ فِعْلَ الكَفَرَة.

• قوله: "وَاللَّاتِ"، أي: بلا قَصْدٍ بل على طَريق جَرْيِ العَادَةِ بينَهم؛ لأنَّهم كانوا قَرِيْبِي عَهْدٍ بالجَاهِلِيَّةِ.

• وقوله: "لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ": اسْتِدْرَاكٌ لِمَا فاتَه من تَعْظِيْمِه تعالى في مَحَلِّه، ونَفْيٌ لِمَا تَعَاطَى من تَعْظِيم الأصْنَام صورةً، وأمَّا مَنْ قَصَد الحَلْف بِهما تَعْظِيمًا لهما فهو كافرٌ نعوذُ بالله تعالى.


(١) الكهف: ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>