للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقَدْ يُقال: إنَّه للإذْنِ ومَحَطُّ الكلام هو الطَّعامُ، والمَعْنى أنَّه لا يَخْتَلِجْ في صَدْرك طَعامٌ تشبهُ فيه النَّصَارى، يعنى أن التَّشبُّهَ الممنوعَ إنَّما هو في الدِّين، والعَادات والأخلاقِ، لا في الطَّعام الذي يَحتاجُ إليه كلُّ واحدٍ والتَّشَبُّه فيه لازمٌ، إذ مأكولُ الفَريقَيْن من جِنسٍ واحدٍ، وقد أذِنَ اللهُ تعالى فيه بقوله: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ (١) فالتَّشَبُّهُ في مِثْلِه لا عِبْرةَ به، ولا يَخْتَلِج في الصَّدْرِ حتى يُسْأل عنه.

وأجاب الطِّيبي: بأنَّ المرادَ تشابَهتَ النَّصرانِيَّةَ والرَّهْبانِيَّةَ في تَشْديدِهم وتَصْنِيْعِهم، وكيفَ وأنتَ على الحَنَفِيَّةِ السَّهْلة (٢). يريدُ أن المَعْنى على الإذْنِ. والله أعلم.


(١) المائدة: ٥.
(٢) راجع: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح: ٩/ ٢٨١١، ح: ٤٠٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>