للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المُسْلمُ منهم من الكَافِر. و"أمَرَ بِنِصْفِ الدِّيَةِ: لأنَّهم أعَانُوْا على أنْفُسِهم بمَقامِهم بينَ الكَفَرةِ، فكَانُوا كمَنْ هَلَك بفِعل نَفْسِه وفِعْل غَيرِه فسَقَط حِصَّةُ جِنَايَتِه من كُلِّ مُسْلِم، أي: بَرِيء من حِفْظِه ومُوَالاتِه لإيْقَاعِه نَفْسَه في التَّهْلُكَة، أو بَرِيء مِنْ دَمِه إنْ قُتِل ودِيَتِه.

• وقوله: "لَا تَترَاءَى نَارَاهُمَا أي: يَجِب على المُسلم أنْ يَتَباعَدَ عن مَنْزِل مُشْرك، ولا يَنْزل بمَوْضِعٍ يَظهر فيه نارُ كُلِّ منهما لِنَارِ صَاحِبه، وأصْل "تَتَراءى": تَفَاعَل من الرُّؤْية قال تعالى: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾ (١) أي: رأى كُلُّ جَمْعٍ الجَمْعَ المُقَابِل له، وإسنادُه إلى النَّارَيْن مَجَازًا إذا النَّار يَظْهر من بَعيدٍ، ففِيه مبالغةٌ في التَّباعُد بينَهما.

• قوله: "فَهُوَ مِثْلُهُمْ": تغليظٌ لمُصَاحَبَتِهم.


(١) الشعراء: ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>