للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: يَنْبَغِي أَنْ نَضَعَ هَذَا الحَدِيثَ فِي كُلِّ بَابٍ.

• قوله: "إِنَّمَا الأعْمَالُ … " إلخ، تكَلَّمُوا على هذَا الحديثِ في أوْرَاق وذكروا له مَعَاني، وإنَّما الذي عِنْدي في معناه هو أن الأعْمالَ، أي: الأفْعَال الاخْتِيَارِيَّةَ لا تُوْجَد ولا تَتَحَقَّقُ إلا بالنِّيَّة، وليسَ للفاعِل من فِعْلِه إلا ما نَوى، أي: نِيَّتَه على أن "مَا" مَصْدريةٌ، أي: الذي يَرجع إليه من عَمَلِه نفعًا وضَرًّا هي النِيَّةُ، فإنَّ العملَ يُحْسَب بحَسْبها خيرًا وشرًّا، ويُجْزَى المرءُ بحَسْبها على العَمَل ثوابًا وعقابًا، وإذا تَقَرَّرت هاتان المُقَدَّمَتان تَرتَّبَ عليهما.

"فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولهِ": أجرًا وثوابًا … إلخ. وقد أوْضَحْتُ عن هذا المعنى في حَاشيةِ الأذْكَار إيضاحًا وافيًا، ولعلَّ المتأمِّلَ في مَباني الألفاظِ ونَظمها يَشْهد بأنَّ هذا المعنى هو معنى هذه الكلماتِ. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>