• قوله:"إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا": كأنَّه استِبْعادٌ منهم لذلك لِمَا جرى به العادةُ أنَّ المُمَازحَ يَتَجاوزُ الحدَّ في الكلام، فيأتِي بمَا لا يليقُ بأوْلي الأحْلام، فقال صلى الله تعالى عليه وسلَّم دفعًا لذلك:"إنِّيْ لَا أقُوْلُ إلا حَقًّا" فمن قدَر على ذلك فلا بأسَ في مُزاحِه وإلا فلا يمازح.
• قوله:"يَا ذَا الأُذُنَيْنِ": قال الخطَّابي: مزَح رسولُ اللهِ صلى الله تعالى عليه وسلم مزحًا لا يَدْخُلْه الكَذِبُ، فكلُّ إنسانٍ له أذُنَان فهو صادقٌ في وَصْفِه إيَّاه بذلك، ويحتملُ أنَّه لم يَقْصِد به المزاحَ وإنَّما أرادَ التَّنْبيهَ على حسنِ الاسْتِمَاع والتَّلَقُّفِ لِمَا يقولُه، أو يعلمه إيَّاه، وسمَّاه "ذَا الأذُنَيْن" إذ الاستماع إنما يكون بحاسة الأذُن (١).
• قوله:"مَا أَصْنَعُ": فَهِمَ من اسم الوَلد الصَّغيرَ، فأرْشَدَه صلى الله تعالى عليه وسلَّم أنَّك لو تأمَّلْتَ ما قُلتَ ذلك، ففيه مع المُبَاسَطة له أرشادٌ له ولغَيْره إلى التأمُّل في معنى الكلامِ وعَدَم التَّبَادُر إلى الرَّدِّ.