للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيُّ لَمْ يَكُنْ لِلإِبْرَادِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مَعْنًى لِاجْتِمَاعِهِمْ فِي السَّفَرِ، وَكَانُوا لَا يَحْتَاجُونَ أَنْ يَنْتَابُوا مِنَ البُعْدِ.

• قوله: "فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ": وفِي بعض الرِّوايات "فَأبْرِدُوْا بِالصَّلَاةِ" وأبردوا أمرٌ من الإبرادِ وهو الدُّخُوْلُ في البرد، والباء للتَّعْدِيَة، أي: أدْخِلَوْها في البرد. وأمَّا رواية "عَنْ" فيُمْكن أن تكونَ بتقدير "بالصَّلاةِ" أو بدونه، على التَّقْديرَيْن كلمةُ "عَنْ" متعَلِّقَةٌ على تضمين معنى التَّأخير، والمضاف مقدَّرٌ، أي: أدْخِلُوْهَا في البَرْد مؤخِّرِيْنَ إيَّاهَا عن وقتها المُعْتَاد، أو أدخلوها أنْتُمْ في البرد مؤخِّرِيْنَ عن وقتها. وقيل: "عَنْ" بمعنى الباء أو زائدةٌ على أنَّ "أبْرِدْ" مُتَعَدًّ بنفسِه.

• قوله: "مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ"، أي: شدَّةِ غَلَيَانِها، والجمهورُ حملوه على ظاهره إذ لا يستبعد مثلُه، ولعلَّ وجهَ اقتضاء هذا التَّعْلِيْل للإبرادِ أنَّ الوَقْتَ المذكورَ صارَ مظهرًا لآثار الغضب، فالأولى الاحترازُ عن إيقاع الصَّلاةِ فيه لئلا يُخِلَّ بالقبول بقِلَّةِ مُرَاعَاةِ الآدَاب، بخلاف وقتِ الرِّضاء فإنَّ القبولَ فيه أقرب.

• قوله: "يَنْتَابُ أَهْلُهُ"، أي: يحضُرونَه نوبًا، حضر تارةَ فلانٌ وتارةً فلانٌ لأجل البُعْد.

• قوله: "فإِنَّ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ … " إلخ، بل التَّعْليلُ في أبي هريرة أعنى: فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ من فيَحْ جَهَنَّمَ لا يُساعد ما ذكره الشافعىُّ أيضًا. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>