(٢) هو: الإمام الأوحد، العلَّامة المُفتي، الحافظ النَّاقد، محدِّث وقتِه، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البَغدادي، المعروف بالخطيب، ولد يوم الخميس لسِتٍّ بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاث مِائَة، كان أبوه خطيبًا بقرية دَرْزيجان من سواد العراق، نشأ بالعراق، وقرأ القرآن والقراءات، وتفقَّه على أبي الحسن المحاملي، والقاضي أبي الطيب الطبري، وأكثرَ من السماع من البغداديين، وارتحل إلى البصرة، ثم إلى نيسابور، وإلى أصبهان، وإلى الشام، وإلى مكة وغير ذلك. كان من كبار الشافعية، آخر الأعيان معرفة، وحفظا وإتقانا وضبطًا للحديث، وتفنُّنًا في عِلَلِه وأسانيده، وعلمًا بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره ومطروحه، ولم يكن ببغداد بعد الدارقطني مثله، انتهت إليه الرئاسة في الحفظ والإتقان، والقيام بعلوم الحديث وحسن التصنيف. من مصنفاته: "تاريخ بغداد"، و"الكفاية في معرفة علوم الرواية"، وكتاب "المتفق والمفترق"، وكتاب "السابق واللاحق"، وكتاب "الفصل والوصل"، و"الفقه والمتفقه"، وكتاب "التفصيل لمبهم المراسيل"، و"المكمل في المهمل" وغير ذلك. توفي يوم الإثنين، سابع ذي الحجة، سنة ثلاث وستين وأربع مِائَة ببغداد: راجع: المنتظم: ١٦/ ١٢٩، وفيات الأعيان: ١/ ٩٢، تذكرة الحفاظ: ٣/ ١١٣٥، الوافي بالوفيات: ٧/ ١٢٦، طبقات الحفاظ: ٤٣٤، سير أعلام النبلاء: ١٨/ ٢٧٠.