للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لا نَعْرِفُهُ إِلَا مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

• قوله: "بَيْنَ الرُّوحِ وَالجَسَدِ"، أي: قبلَ أن يَتِمَّ خَلْقُ آدمَ، وقبلَ إدْخَال رُوْحِه في جَسده، والحديثُ حمَله العِزُّ على التَّقدير، أي: قدَّر له وقرَّر النُّبُوَّةَ قبل أنْ يَخْلقَ آدمَ، ورُدَّ بأنَّ جميعَ الأنبياءِ كذلك.

ومقتضى الخَبر أنَّ هناك خُصُوصِيَّةٌ له لأجلها أخبرَ بِهذ الخَبر إعلامًا لأمَّتِه ليَعْرفُوا قَدْوَه عندَ اللهِ تعالى، فالوَجْهُ أنَّه إشارةٌ إلى تَشْريفِ رُوْحِه الشَّريفة أو حقيقته بالنُّبوَّةِ، والحَقائقُ تقصر عقُوْلنا عن معرفَتِها، وإنَّما يعرفُها خالقُها ومَنْ أمدَّه اللهُ بنُوْرٍ إلهِيٍّ، ثُمَّ إنَّ تلكَ الحقائقَ يؤتي اللهُ حقيقةً منها ما يشاءُ في الوقت الذي يشاءُ، فحقيقةُ النبي قد تكونُ من قبل خَلْق آدمَ آتاهَا اللهُ تعالى ذلك الوَصْف بأنْ يكونَ خَلْقُها مُتَهَيِّئةً لذلك، وأفاضَه عليها من ذلك الوقتِ فصار نَبِيًّا، وكتبَ إسمَه على العَرْش، وأخبرَ عنه بالرِّسَالةِ ليعلمَ ملائكتُه وغيرُهم كرامتَه عندَه تعالى، فحقيقتُه موجودةٌ من ذلك الوَقْت، وإنْ تأخَّرَ جسدُه الشَّريفُ، والبعثُ والتَّبليغُ. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>